استقالات جماعية لقيادات في حزب الطالباني

16 ابريل 2014
صراع على زعامة الحزب في غياب الطالباني (أحمد الربيعي،getty)
+ الخط -

يشهد حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يرأسه الرئيس العراقي، جلال الطالباني، انشقاقات واسعة في صفوفه منذ تأسيسه عام 1975. وتعرف وتيرة هذه الانشقاقات، هذه الأيام، تسارعاً لافتاً، آخرها كشفت عنها مصادر سياسية في إقليم كردستان العراق، اليوم الأربعاء، بإعلانها استقالة أكثر من 50 عضواً من الحزب. وضمت قائمة المنسحبين عدداً من القياديين البارزين، الذين أعلن بعضهم على مواقعهم الرسمية، وعبر مؤتمرات صحافية، انضمامهم الى الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، الغريم التاريخي للطالباني. وكان من بين الشخصيات البارزة التي أعلنت انسحابها، مسؤول اللجنة القيادية في الحزب، شاولا العسكري، وممثل الطالباني في محافظة نينوى، عارف رشدي، محمودي سورجي.

وقد برر سورجي، استقالته باحتكار القرارات داخل الحزب من بعض الأعضاء. وقال في تصريح لـ"العربي الجديد": قدمت استقالتي والتحقت بالحزب الديمقراطي، الذي استقبلني بكل احترام". بدوره، لم يفصح العسكري عن سبب استقالته من الحزب، واكتفى بالقول، إن "استقالتي لا تعني انضمامي الى حزب سياسي آخر".

وشكلت استقالة الرئيس السابق لهيئة الانتخابات في اقليم كردستان والقيادي في الحزب الوطني، علي قادر، صدمة في الشارع الكردي. وكشف قادر لـ"العربي الجديد" أنه قدم استقالته "بشكل طوعي، ولم أقرر ان أنضم الى حزب آخر، وأنا حر في اختيار الحزب الذي أنضم اليه. لقد ظلُمت داخل الحزب (الاتحاد)، ولن أعود اليه".

في المقابل، ندّد قياديون في حزب الاتحاد الوطني بالاستقالات الجماعية، واصفين إياها بـ"المفتعلة" و"الخائنة".

وقالت القيادية في حزب الطالباني، جوان إحسان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدداً من أعضاء الحزب الديمقراطي (الذي يتزعمه البارزاني)، انشقوا في السابق، وطلبوا الانضمام إلينا، لكننا رفضنا ذلك". وأضافت إنها "مؤامرة تحاك ضد الحزب".

وعزا المحلل السياسي العراقي، نهاد محمد الجبوري، هذه الاستقالات الى الصراع حول خلافة الرئيس الطالباني، الذي يتلقى العلاج في احدى المستشفيات الالمانية منذ أكثر من عام.

وقال الجبوري في حديث لـ"العربي الجديد" إن "الاستقالات كانت متوقعة منذ أشهر، بسبب احتدام الصراع على زعامة الحزب وتراجع دوره، مع تقدم كل من الحزب الديمقراطي والتغيير عليه في نتائج انتخابات الإقليم الأخيرة". وقلل الجبوري، من تأثير الاستقالات على الحزب، وذلك لشعبيته وثقله التاريخي في محافظتي السليمانية ودهوك على حد تعبيره.

وتأسس "الاتحاد الوطني" في مطلع يونيو/حزيران 1975، ورفع شعار حق تقرير المصير والديمقراطية، وحقوق الشعب الكردي في العراق. ويعتبر أحد الأحزاب السياسية الكردية الرئيسية في العراق. وقد حصل الحزب، في أول انتخاب برلمانية تُنظَّم في إقليم كردستان، في عام 1992، على نصف مقاعد البرلمان، إلا أن حجم نفوذه تراجع بعد انشقاق القيادي نوشيروان مصطفى، والذي أسس "حركة التغيير". وأثر غياب زعيم الحزب، جلال الطالباني، إثر تعرضه لجلطة دماغية، بشكل سلبي على الوضع الداخلي للحزب، بعدما باتت زوجته، هيرو، هي الزعيمة الفعلية.

وأسفرت انتخابات الإقليم، في سبتمر/ أيلول الماضي، عن فوز الحزب "الديمقراطي" بالمركز الأول بعد حصوله على 28 مقعداً، وحلّ "التغيير" ثانياً بحصوله على 24 مقعداً، و"الاتحاد الوطني" ثالثاً بحصوله على 18 مقعداً، في حين حصل "الاتحاد الاسلامي الكردستاني" على عشرة مقاعد، و"الجماعة الاسلامية الكردستانية" على ستة.