تستعدّ السلطات العراقية لافتتاح الطريق المؤدي إلى مطار بغداد الدولي غربي العاصمة أمام حركة المواطنين، للمرة الأولى بعد إغلاقه من قبل القوات الأميركية، عقب غزو البلاد عام 2003. وهذا الإجراء هو الثاني من نوعه للحكومة خلال أقل من شهر، بعد افتتاح المنطقة الخضراء الحكومية المحصنة وسط العاصمة بالكامل.
وقال سكرتير رئيس الوزراء العراقي محمد البياتي، إن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح مطار بغداد من أجل تسهيل وصول المواطنين إليه، مؤكداً خلال تصريح صحافي أن الأمن في الأجواء العراقية وعلى الأرض جيد جداً في ظل وجود سيطرة ورقابة.
وأوضح ضابط في القوة المسؤولة عن حماية مطار بغداد، "أن الجهات الأمنية المسؤولة شكلت لجاناً لدراسة إمكانية تقليل عدد نقاط التفتيش المنتشرة على طريق المطار"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن الإجراءات الحالية تمنع وصول المسافرين إلى مدخل صالة المطار بسياراتهم الخاصة".
وأضاف: "توجد مقترحات للسماح بدخول العراقيين بسياراتهم إلى المطار، مع تقليل عدد نقاط التفتيش"، موضحاً أن "قوة حماية المطار لديها القدرة والإمكانية لضبط الوضع الأمني في حال افتتاح المطار".
ووسط ارتياح كبير لدى العراقيين من جراء خبر افتتاح طريق المطار، بعد تكبدهم معاناة الوصول إليه منذ سنوات، إضافة إلى اضطرار المسافرين للترجل على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من المطار عند ساحة تعرف باسم ساحة عباس بن فرناس، ليتم تفتيشهم ثم نقلهم بسيارات أجرة تابعة للمطار أو مرخصة أمنياً لإدخالهم إلى المطار، حيث يفرض إجراءات تفتيش جديدة تتضمن الكلاب البوليسية وأجهزة خاصة تستغرق في أوقات معينة ساعة أو أكثر.
يشار إلى أن مطار بغداد كان من أولى المناطق التي احتلتها القوات الأميركية أثناء غزوها للعراق عام 2003، وسلم الأميركيون المطار للجانب العراقي تدريجياً، إلا أن نواباً عراقيين يقولون إن السلطات العراقية لا تسيطر على مطار بغداد بالكامل.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عدنان الأسدي، بأن قوات التحالف الدولي لا تزال تسيطر على جزء من مطار بغداد تسميه "مطار النصر"، مؤكداً في مقابلة متلفزة أن بعض أطراف التحالف صبغت طائرات عسكرية باللون الأبيض وتستخدمها الآن على أنها مدنية. وبيّن أن السلطات العراقية لا تسيطر إلا على 50 في المائة منه فقط، والبقية تسيطر عليه دول التحالف.
ودعا عضو البرلمان عن تحالف "سائرون" علاء الربيعي، في وقت سابق، رئيس الحكومة لفتح الطريق المؤدي إلى المطار، قائلاً: "كما تم افتتاح المنطقة الخضراء بقرار شجاع، ندعوك لفتح طريق المطار".
في هذه الاثناء، تداولت وسائل إعلام محلية وثائق صادرة من مجلس الوزراء العراقي تظهر موافقة المجلس على الاستثمار في المناطق المحيطة بالمطار من قبل شركات عديدة من بينها شركة أميركية. وتتولى هذه الشركات عملية تأهيل للأراضي والعقارات المحيطة بالمطار وفقاً لقانون الاستثمار العراقي.
يشار إلى أن المنطقة المحيطة بمطار بغداد تضم مساحات واسعة من الأراضي، تضم بنايات وقصوراً تابعة للنظام العراقي السابق خضعت خلال السنوات الماضية لسيطرة أحزاب وجهات عراقية متنفذة.