تجمع مئات المدنيين في ملعب مدينة إدلب، أمس الجمعة، لحضور دوري أندية المحافظات الذي تنظمه مديرية الرياضة، وسط تجاهل لإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، على الرغم من تسجيل 13 إصابة في المحافظة الواقعة شمال غرب سورية، فيما شهدت بعض المناطق استعدادات خجولة لمواجهة الفيروس، ومنها مدينتا الدانا وسرمدا.
وتعرضت الفعالية لانتقادات كثيرة، خصوصاً أنها أقيمت بالتزامن مع تحذيرات الهيئات الصحية في المنطقة للأهالي بضرورة التزام تعليمات الوقاية. وقال الصحافي مسلم سيد عيسى، لـ"العربي الجديد": "إذا ما أردنا تقييم الاستعدادات لمواجهة كورونا، فإنها صفر، أو أدنى من الصفر. وحتى الآن ليس هناك استعداد مجتمعي، والاستهتار سيد الموقف، والرواية الرائجة هنا، أن فيروس كورونا كذبة، أو مؤامرة كونية".
وتعمل عدة منظمات إنسانية على تنظيم حملات توعية للوقاية من انتشار الفيروس، أو انتقال العدوى من شخص إلى آخر، فيما تعمل منظمات أخرى على تنظيم حملات تعقيم، لكن الواقع المعيشي الصعب يحول دون التزام كثيرين الوقاية، وخصوصاً مع وصول سعر الكمامة إلى أكثر من 400 ليرة سورية (0.17 دولار)، وارتفاع سعر مواد التعقيم أيضاً.
تقيم الثلاثينية سعاد مع زوجها وأطفالها في مخيم للنازحين بالقرب من مدينة الدانا شمالي إدلب، وتوضح لـ"العربي الجديد" قائلة: "الكمامة غالية الثمن مقارنة بدخلنا اليومي، وهموم الحياة أكبر من شرائها، ولدينا مخاوف، لكن من الصعب علينا التزام أساليب الوقاية، فلا يمكننا منع الأطفال من الخروج، أو البقاء في البيت. لسنا خائفين لدرجة الرعب، فما عايشناه من قصف وتهجير ونزوح أصعب من مواجهة كورونا. لذلك، لن نستعجل موتاً قد لا يدركنا، ونلتزم الوقاية ضمن الإمكانات".
وقال الناشط أسعد الحمصي لـ"العربي الجديد": "في السابق، كان الجميع ينظر إلى من يرتدي كمامة وقفازات في الشارع نظرة سخرية، وكان من النادر رؤية أشخاص ملتزمين بها. في الوقت الحالي، بات الأمر روتينياً، وهناك نسبة من الناس ملتزمة بها في الشارع، وكل ما نرجوه ألا نصل إلى أزمة، فالزحام كبير في هذه المدن والمخيمات المحيطة بها".
وارتفع عدد الإصابات في مناطق سيطرة المعارضة السورية إلى 14 إصابة، وتعتمد مناطق الشمال السوري على جهاز تحليل واحد يعتمد تقنية تفاعل البوليمارز المتسلسل للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا.
وأعلنت وزارة الصحة في النظام السوري، مساء أمس الجمعة، وفاة ثلاثة مصابين بفيروس كورونا، وتسجيل 19 إصابة جديدة، لترتفع أعداد الوفيات إلى 25، والإصابات إلى 496.