وقالت مصادر طبية إن الطفل عثمان رامي حلس (15 سنة) استشهد برصاصة إسرائيلية اخترقت صدره، إلى الشرق من مدينة غزة.
وشارك عشرات الفلسطينيين، بعد عصر اليوم الجمعة، في المسيرات المساندة للخان الأحمر، القرية البدوية المهددة بالهدم والترحيل، شرق القدس، وتجمعوا في نقاط التماس الخمس على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بعد أن دعت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرات العودة وكسر الحصار سكان القطاع إلى المشاركة الواسعة في جمعة "الوفاء للخان الأحمر".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في وقت سابق اليوم، أنّ الطواقم الطبية لا تزال مستنفرة، للتعامل مع التطورات الميدانية التي تشهدها المناطق الشرقية لقطاع غزة، جراء استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين العزل.
وذكرت أن كافة النقاط الطبية والمستشفيات وجهاز الإسعاف والطوارئ جاهزة لمواكبة انطلاق فعاليات جمعة الخان الأحمر.
وأطلق شبان فلسطينيون بالونات حارقة وبالونات ملونة على الأراضي المحتلة، استمراراً للنشاط الذي بدأوه في الأسبوع الثاني من المسيرات، رغم تهديدات الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المباشر مطلقي البالونات والأطباق الورقية.
وطالبت الهيئة الوطنية الداعية إلى المسيرات المواطنين بالتوجه إلى مخيمات العودة، شرق قطاع غزة، مؤكدة سلمية المسيرة وجماهيريتها، واستمرارها حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، وهي "حماية حقنا في العودة إلى فلسطين، وكسر الحصار الظالم عن غزة، ورفض صفقة القرن الأميركية، وما يسمى بالوطن البديل من فلسطين".
وحيّت الهيئة صمود "الأهالي في الخان الأحمر بالنقب المحتل"، وقالت إنه "انطلاقًا من وحدة الدم ووحدة الهدف ووحدة المسار والمصير، فإنّنا نعلن أنّ اليوم، الجمعة، هو جمعة الوفاء لأهلنا في الخان الأحمر".
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أصدرت، في وقت سابق، إحصائية تفصيلية جديدة لاعتداءات قوات الاحتلال على المشاركين السلميين في مسيرة العودة الكبرى منذ انطلاقها.
وقالت الوزارة إن اجمالي عدد الشهداء بلغ 137 شهيدًا، والإصابات 16100 مصاب بجراح مختلفة وبالاختناق، منهم 7700 تم علاجهم ميدانيًا في النقاط الطبية، و8400 تم علاجهم في المستشفيات.
وذكرت أن بين الشهداء 18 طفلًا دون سن الـ18 عامًا، وسيدتين، ومن بين الإصابات 2600 طفل، و1200 سيدة.
وفي السياق، قال المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، إنّ "الشعب الفلسطيني، بعد مائة يوم من مسيرات العودة، بات أقرب إلى تحقيق أهدافها وجني ثمارها، ولم يزل أشد ثباتاً على مواقفه وأكثر التفافاً حول حقوقه وثوابته الوطنية".
وأوضح القانون، في تصريحات صحافية، أنّ "إجراءات الاحتلال وتشديد الحصار والتلويح بعقوبات جديدة من قبل رئيس السلطة، لن تصادر إرادة شعبنا في إسقاط ما يسمى بصفقة القرن وكسر الحصار عن غزة".
الجمعة في الخان الأحمر
وفي قرية الخان الأحمر، أدى العشرات من المتضامنين والنشطاء، إلى جانب أهالي القرية، صلاة الجمعة الثانية هناك، لتأكيد استمرار التضامن الشعبي ضد سياسات وتهديدات الاحتلال الرامية إلى تهجير الأهالي وهدم مساكنهم لمصلحة مشروع القدس الكبرى الاستيطاني.
وتواصلت دعوات الفلسطينيين للتضامن مع أهالي الخان الأحمر الفلسطيني، بعد قرار محكمة الاحتلال، أمس الخميس، تحديد جلستها منتصف أغسطس/آب القادم، للنظر في قضية الخان، ما أعطى الفلسطينيين مزيدًا من الوقت لمحاربة قرارات الهدم وإفشال مخططات الاحتلال.
مواجهات مع الاحتلال في الضفة
وفي إطار المسيرات الأسبوعية في كفر قدوم، شمال الضفة، المطالبة بفتح الشارع الرئيسي المغلق على مدخل القرية الرئيسي منذ اندلاع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية مطلع عام 2000، أصيب مصور الوكالة الصينية نضال شتيه، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قدمه، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت مع قوات الاحتلال.
وقال المتحدث باسم المسيرة، مراد شتيوي، لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين في مسيرة القرية الأسبوعية وكذلك للتضامن مع أهالي قرية الخان الأحمر المهددة بالترحيل والتهجير.
وأضاف أن جنود الاحتلال اقتحموا القرية وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل بشكل متعمد، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بحالات الاختناق في صفوف الأهالي.
كذلك اندلعت المواجهات في منطقة باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.