استثمارات الشباب: صابون "بورابحة" يكتسح الجزائر

10 ديسمبر 2014
مشاريع بسيطة تكتسح السوق الجزائري (العربي الجديد)
+ الخط -
حوّل الشاب الجزائري، ميلود بورابحة، صناعة المواد الأولية للصابون "الكوبون" من مغامرة إلى نجاح استثماري اكتسح السوق الجزائرية. ونقل بورابحة فكرته البسيطة إلى معمل متواضع، ليصبح مؤسسة فريدة في السوق، لم يقدر حتى الآن أي مشروع على منافستها. ‏
يتحدث بورابحة عن فكرته ويقول لـ "العربي الجديد"، "كنت أعيش مع عائلتي في فرنسا وأشتغل في إحدى ‏شركات التصبين (صناعة الصابون)، وتدرجت في كل المهام المتعلقة ‏بالصناعة والإشراف وحتى التسيير. وقد تراكمت لدي تجربة ‏كبيرة في هذه الصناعة لمدة 13 سنة". ويتابع "مع ازدياد حبي لهذه ‏المهنة، أردت أن أنقل هذه التجربة إلى بلدي الجزائر، خاصة ‏بعد معرفتي أن صناعة المادة الأولية للصابون ‏غير متوافرة في الجزائر. حينها، انتقلت وعائلتي ‏إلى الجزائر للعيش في مدينة وهران مسقط رأسي، ‏وشرعت في التحضير لمشروعي الاستثماري".‏

المستثمر المغامر
ويشرح بورابحة أن مشروعه كان مغامرة حقيقية، "ولكن كان لدي ‏رصيد معرفي مهني ومالي، يؤهلني لخوض التجربة ‏الاستثمارية الشخصية. وما أخرني نوعاً ما، هو عدم إحاطتي ‏بالقوانين والتسهيلات الكبيرة التي وضعتها الدولة لصالح ‏الاستثمارات الشبابية".
هكذا، انطلق بورابحة من خلال الاعتماد على نفسه "خلقت وحدتا إنتاج للصابون الطبيعي، وبعد ‏أن أبلغني أصدقائي بتسهيلات الحكومة للشباب في هذا ‏المجال، اتصلت بالوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ‏وحصلت على دعم مالي معتبر وحوافز جبائية ومصرفية عديدة". وبعد ذلك، قام بورابحة بتوسيع نشاطه الاقتصادي، عبر إنشاء وحدة إنتاج إضافية، ليدير ثلاث وحدات إنتاج للمواد الأولية التصنيعية للصابون.
يتحدث بورابحة عن كلفة مشروعه، ويقول: "بدأت كلفة المشروع الأولية بنحو أربعة ملايين و560 ‏ألف دينار جزائري (نحو 55 ألف دولار)، لتصل الكلفة الإجمالية ‏للمشروع إلى نحو 12 مليون دينار (146 ألف دولار).‏
من خلال فكرة بسيطة، استطاعت معامل الصابون التي يملكها بورابحة اكتساح السوق الوطنية. ويشرح الأخير قائلاً: "كانت مصانع الصابون تستورد ‏المادة الأولية للصابون من الخارج، أصبحت الآن تجدها ‏في الجزائر، وبتكاليف أقل". ويضيف: "أفتخر بأننا ‏الوحيدون في السوق الجزائرية العاملون في هذا المجال، واستثمارنا في نمو مستمر. كما كانت وحدات الإنتاج تضم ثلاثة أشخاص فقط، أصبحنا اليوم نشغّل 12 شاباً، إضافة إلى عشرات النساء اللواتي يعملن من بيوتهن على تعليب ولف قطع الصابون في لفافات خاصة".‏

منافسة في السوق المحلية
ويلفت بورابحة إلى أنه "شاركنا في معارض خارجية عدة، ولاقى منتوجنا ‏إقبالاً كبيراً من الأجانب. وقد أنشأنا العام الماضي مثلاً جسوراً عديدة مع متعاملين من الخارج في هذا المجال. وهذه السنة شاركنا في معرض بستراسبورغ، وقد ‏جئنا لتونا، ونحن الآن في طور المفاوضات مع شركائنا ‏المحتملين هناك، ونحرص على علاقة تجارية تضع الربحية وجودة المنتج في أولوياتنا".‏
يقول بورابحة أن منتجه أصبح منافساً للمنتجات الأجنبية في السوق المحلية. ويشرح: "ما يوجد في السوق الجزائرية من أنواع ‏صابون، خاصة منها الماركات العالمية، جودتها ‏رديئة جداً. فهي لا تتعدى كونها كتلا صلبة تعطي ‏رغوة لا أكثر، وأحياناً الصابون المخصص لغسل الثياب ‏يكون أكثر جودة منها".
أما السبب فيعود إلى أن "المادة الأولية التي يستعملونها في ‏صناعة الصابون هي مواد فقيرة من حيث مادة الغليسيرين، ‏وما يقومون به هو إضافة ما يحبه الزبون من العطور، ثم تعليبها في أفضل الأشكال. لكنها في الواقع غير مفيدة إطلاقاً".‏
ويلفت بورابحة إلى أن "شركات التصبين بما فيها العالمية، تعتمد في عمليات ‏التصبين على فصل مادة الغليسيرين من المادة الأولية ‏الدهنية سواء النباتية أو الحيوانية. ويبيعون الصابون كمادة ثانوية ‏ويستغلون الغليسيرين لأغراض صيدلانية وفي صناعة ‏مستحضرات التجميل". ويضيف: "نحن هنا في مؤسستنا نعتمد على ‏عملية التصبين مع الاحتفاظ بمادة الغليسيرين في الصابون ‏التي تصل نسبتها إلى 10‏‎ ‎‏ من وزن الصابون، وهذه ‏لوحدها أفضلية بالنسبة للزبون. إذ ننتج 25 نوعاً من ‏الصابون الطبيعي، مقسمة على ثلاثة أنواع، كل ‏واحد منها مخصص لنوع محدد من البشرة، الجافة أو الدهنية ‏أو المختلطة".‏
المساهمون