استأنفت منظمة "كومينكس"، وهي منحة تعليمية مقدمة من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، عملها في مشاريع تخص العملية التعليمية في سورية بالتعاون مع مديرية التربية الحرة في حلب، وذلك بعد عدة حملات للضغط على الجهات المانحة لاستئناف دعم الملف التعليمي في شمال غرب سورية.
وفي بيان صادر عنها، أمس الخميس، أوضحت مديرية تربية حلب الحرة أن المديرية أطلقت، بالمشاركة مع برنامج "مناهل"، مشروع دعم المدارس، بعد إجراء مسح ميداني دقيق مشترك، لإحصاء أعداد المعلمين والطلاب في المدارس بعد موجات النزوح الأخيرة.
وأوضح البيان أن المشروع "يدعم 126 مدرسة في منطقة عمل المديرية، ويتضمن رواتب المعلمين في مدارس الجودة ومدارس الوصول، إضافة إلى دعم أنشطة القراءة العلاجية والحساب العلاجي وما يرتبط بها في مدارس الجودة". وأشار إلى توقيع عدة مذكرات تفاهم بين المديرية وعدد من المنظمات، تضمنت عودة الدعم إلى بعض المدارس التي كانت مدعومة من هذه المنظمات في العام الدراسي الماضي.
وجاء في البيان أنه بعد إطلاق مشروع مناهل الحالي تقدمت عدة منظمات بطلب الموافقة على إجراء مسح إحصائي ميداني للمدارس التي لم يشملها، من أجل دعمها، وسوف تعلن المديرية عن هذه المشاريع فور توقيعها.
وذكرت المديرية أيضا، أن هناك تحديات تواجه التعليم ما زالت قائمة، داعية الجميع إلى الاستمرار في حملة "قلمي حلمي" التي أطلقتها سابقا مع عدة جهات إعلامية، والمشاركة في الأنشطة الإعلامية الهادفة إلى مناصرة التعليم والحفاظ على كرامة المعلم وحق الأطفال في التعلم.
وقال مدير التربية والتعليم في حلب، محمد مصطفى، لـ"العربي الجديد" إن عودة الدعم إلى 126 مدرسة يشكل دفعة قوية إلى الأمام في استمرار العملية التعليمية، وهو مؤشر على انفراج كبير في دعم التعليم، وتشجيع المانحين الآخرين على استئناف الدعم بوتيرة أكبر.
وأشار مصطفى إلى جهود تبذلها مديريات التربية شمال غرب سورية لاستقطاب الدعم، معربا عن تفاؤله بوصول الدعم لبقية المدارس، إما بتوسيع المنحة من الداعم نفسه أو من خلال مشاريع متوقعة لداعمين آخرين.
وكغيرهم من الأهالي، يعاني المدرسون من ضغوطات الحياة ومصاعبها، فتوقف الدعم أجبر الكثير منهم على البحث عن أعمال أخرى. ويشير المدرس من ريف إدلب الجنوبي عكرمة الضبعان لـ"العربي الجديد" إلى المصاعب والتحديات التي تواجهه كونه نازحا من بلدة الهبيط ويقيم في مدينة إدلب. ويقول إن إيجار المنزل الذي يصل إلى نحو 35 ألف ليرة سورية (حوالي 67.96 دولارا أميركيا) منهك له، كما أن فصل الشتاء يزيد من الأعباء عليه وعلى أسرته.
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أوضح في بيان له، في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن عدد المدرسين الذين توقف عنهم الدعم من قبل المنظمات، سواء المحلية أو الدولية، بلغ 10852 مدرسا، بينما وصل عدد المدارس المهددة بالتوقف عن العمل جراء انقطاع الدعم الى 1255 مدرسة في كل من تربية إدلب وحلب واللاذقية، مع عدد طلاب يتجاوز نصف مليون موزعين على تلك المديريات.