وقال مسؤول عراقي طبي في وزارة الصحة لـ"العربي الجديد"، إن الحصيلة بين التاسعة من صباح أمس الخميس وحتى صباح اليوم الجمعة في كل من بغداد والبصرة 11 قتيلاً وعشرات الجرحى"، مبينا أن غالبية الضحايا قضوا بإطلاق النار الحي من قبل قوات الأمن العراقية".
في هذه الاثناء، تتواصل التظاهرات بمدن جنوب ووسط العراق وبغداد حيث تدخل اليوم الجمعة أسبوعها الثالث على التوالي بعد توقفها لنحو أسبوعين، ووسط ترقب لخطبة المرجع الديني الأعلى في النجف علي السيستاني الذي شهدت خطبته الماضية تصويبا نحو المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي وصف التظاهرات بالشغب وطالب السلطات في بغداد بالتصدي لها، حيث أكد السيستاني رفضه تدخل جهات دولية أو إقليمية في إرادة العراقيين بالإصلاح.
وقال ناشطون في الجنوب إن الآلاف باتوا ليلتهم في خيام الاعتصام بالساحات الرئيسة بالميادين العامة والساحات بكربلاء والنجف والديوانية والعمارة والسماوة والبصرة والحلة والكوت ومدن وبلدات مختلفة من جنوبي ووسط العراق فضلا عن العاصمة بغداد.
وفي النجف تواصل القوات العراقية إغلاق المدينة القديمة بوجه أي حركة تظاهرات، حيث تتركز منذ أسابيع حركة الاحتجاجات والاعتصامات قرب مبنى المحافظة (الحكومة المحلية).
في المقابل، تبدو التظاهرات في كربلاء أكثر حدة واتساعا منها في النجف، وسجلت مدينة كربلاء ليلة أمس مشاركة آلاف المتظاهرين مع إحراق للعلم الإيراني، وهي الفعالية التي باتت تتكرر كل ليلة، فيما شهدت الناصرية وتحديدا ساحة الحبوبي تظاهرات واسعة، وهو الأمر نفسه في الكوت والعمارة والديوانية، بينما توزعت تظاهرات البصرة، المدينة الغنية بالنفط، والتي تحتل مراتب متقدمة بمعدلات الفقر والبطالة على مستوى البلاد، على أم قصر وشط العرب والزبير وقرب مبنى المحافظة.
وحول ارتفاع عدد الضحايا، قال المقدم علي عبد الستار من قيادة عمليات الفرات الأوسط لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأمنية "طلبت من المتظاهرين البقاء بعيدا عن المباني الرسمية والمؤسسات الخدمية وعدم محاولة اقتحامها"، على حد قوله.
وفي بغداد التي شهدت تشييعا جماعيا لأربع ضحايا سقطوا بتظاهرات مساء أمس، تجددت التظاهرات صباح الجمعة على نحو واسع بعد وصول الكثير من الأسر والشبان إلى ساحة التحرير لإقامة صلاة جمعة موحدة وتأبين ضحايا التظاهرات، فضلا عن إقامة فعاليات منها إطلاق حمائم تعبيرا عن سلمية التظاهرات في العراق.
وما تزال قوات الأمن تقطع خدمة الإنترنت في العراق عدا إقليم كردستان، وسط ضعف عام في شبكات الهاتف الجوال.
ومن المقرر أن يلقي ممثل مرجعية النجف العليا الشيخ أحمد الصافي خطبة المرجع علي السيستاني، والتي يرجح أن تتناول التظاهرات وما رافقها من عنف وقمع وسقوط ضحايا.
في المقابل، أعلن عضو "المفوضية العليا لحقوق الإنسان" في العراق، علي البياتي، الجمعة، تعليق عضويته في المفوضية بسبب "استمرار الانتهاكات" بحق المتظاهرين.
وقال البياتي في بيان نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، إنه "علق عضويته في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق"، وعزا علي البياتي قراره تعليق عضويته إلى "استمرار الانتهاكات وعدم الاستجابة".