ارتفاع عدد قتلى احتجاجات العراق وانتقادات لاستخدام الرصاص الحيّ

21 نوفمبر 2019
احتجاجات متواصلة يقابلها قمع أمني (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات الشعبية في العاصمة العراقية بغداد والبصرة، إلى 4 قتلى وأكثر من 50 جريحاً، اليوم الخميس، إذ قتل 3 متظاهرين خلال استخدام قوات مكافحة الشغب الرصاص الحيّ وقنابل الغاز المسيل للدموع قرب جسري الأحرار والسنك في بغداد، بينما توفي متظاهر في البصرة جنوبي البلاد، متأثراً بجروح سابقة أُصيب بها نتيجة تعرضه لنيران القوات العراقية.

وقال ناشطون، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة بهدف دفع المتظاهرين المتجمعين على جسر السنك باتجاه ساحة الخلاني التي يسيطر عليها المحتجون، منذ أيام، مشيرين إلى قيام الأمن العراقي باستخدام الرصاص الحيّ والمطاطي، والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين متجمعين عند الجانب الشرقي لجسر الأحرار، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين الجانبين، نتج منها مقتل 3 متظاهرين، خلال الساعات الماضية، ليرتفع عدد قتلى تظاهرات بغداد إلى 3 وأكثر من 50 جريحاً.

وأوضحوا أنّ بعض الجرحى عولجوا ميدانياً في ساحة التحرير، فيما نُقل ذوو الحالات الخطرة إلى المستشفيات، مؤكدين تزايد أعداد المتظاهرين بشكل كبير مع حلول المساء، الذين أكد أغلبهم أنهم سيقضون الليلة في ساحة الاحتجاج، من أجل المشاركة في تظاهرة كبيرة من المقرر أن تنطلق غداً الجمعة في ساحة التحرير.

وبينوا أن الاشتباكات الآن تتركز على جسر السنك والحاجز الأمني الأول على جسر الأحرار، مشيرين إلى اختفاء أحد الناشطين بعد خروجه من ساحة التحرير، مساء الخميس.

وفي البصرة، قالت مصادر صحية لـ"العربي الجديد"، إنّ أحد الشباب المتظاهرين توفي، الأربعاء، بسبب إصابته السابقة بقنبلة غاز مسيل للدموع في رأسه.

وأكدت مصادر محلية أنّ آلاف المعتصمين تجمعوا في ساحة البحرية بالبصرة، بينما واصل المئات قطع الطريق إلى ميناء أم أقصر بالمحافظة، موضحة لـ"العربي الجديد" أنّ قوة عراقية خاصة كسرت الأقفال التي سبق أن وضعها متظاهرون عند مداخل المدارس والمؤسسات الحكومية.

وبيّنت أن قضاء المدينة شمالي البصرة شهد تظاهرة حاشدة، طالبت بإقالة الحكومة وحلّ البرلمان، ودعم مطالب المرجعية الدينية بمحاسبة الفاسدين، لافتة إلى حرق متظاهرين لبوابة مكتب البرلمان العراقي في البصرة، دون حدوث خسائر بشرية.

وفي السياق، قال قائد عمليات الجيش في البصرة، الفريق الركن قاسم نزال، إنّ ميناء أم قصر لا يزال مغلقاً من قبل المتظاهرين الذين وافق بعضهم على فتح طريق ميناء خور الزبير، بعد وعود من السلطات المحلية بتوفير وظائف لأهالي البصرة.

وأشار إلى أنّ بعض مناطق البصرة لا تزال تشهد احتجاجات، خصوصاً في ساحة البحرية.

وفي ذي قار جنوبي البلاد، أغلق مئات المحتجين الطريق الرئيس في مدينة سوق الشيوخ وأحرقوا إطارات السيارات فيه قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم، وتوافد الآلاف إلى ساحة الاعتصام الرئيسية (الحبوبي) في مدينة الناصرية.

كذلك شهدت ساحة الغدير في مدينة السماوة مركز محافظة المثنى، تجمعاً ضمّ الآلاف من سكان المحافظة الذين طالبوا بمحاسبة قتلة المتظاهرين، واستنكروا لقاء عدد من شيوخ عشائر جنوب العراق، برئيس الوزراء عادل عبد المهدي.


في غضون ذلك، قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إنّها رصدت استخدام الرصاص الحيّ والمطاطي والغاز المسيل للدموع التي سببت مقتل وإصابة متظاهرين، مشيرة، في بيان، اليوم الخميس، إلى استمرار حالات الاغتيال والخطف ضد المتظاهرين والمدونين والناشطين والمحامين والصحافيين من قبل جهات مجهولة، مطالبة الحكومة بالعمل على إطلاق سراحهم وتقديم الجناة للعدالة.

وبيّنت أنّ الأيام الأربعة الماضية (16 ولغاية 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري) شهدت مقتل 6 متظاهرين في بغداد، و2 في ذي قار، ومتظاهر واحد في البصرة، مجددة مطالبتها للقائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، بعدم استخدام الرصاص الحيّ والمطاطي، والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين.
المساهمون