ارتفاع الإسترليني مقابل الدولار.. واليورو ضحية المخاطر والسندات الأميركية

17 مايو 2018
محل صرافة في مدريد (Getty)
+ الخط -
أصبح اليورو وعملات الاقتصادات الناشئة، من بينها البيسو الأرجنتيني والريال البرازيلي، ضحية لارتفاع عائد السندات الأميركية التي تواصل الارتفاع فوق 3.10% وتزيد من الجاذبية بالنسبة للدولار.

وحام اليورو قرب أدنى مستوى في خمسة أشهر، أمس الخميس، في الوقت الذي ينتاب فيه القلق المستثمرين إزاء مطالب أحزاب شعبوية إيطالية بإسقاط ديون إيطالية تقدر بحوالى ربع ترليون يورو.

وتدفع عوائد السندات الحكومية الأميركية المستثمرين إلى شرائها، وبالتالي تعزيز الطلب على الدولار. وسجل اليورو 1.1795 دولار منخفضاً 0.1%، لكنه يظل قريباً من مستوى 1.18 دولار، ومرتفعاً بقليل عن مستوى 1.1763 دولار الذي سجله يوم الأربعاء، وهو الأدنى في 2018.

وانخفض اليورو من مستوى يفوق 1.24 دولار، في إبريل/نيسان، بعد ارتفاع حاد للدولار، راهن خلاله المستثمرون على الحاجة لزيادة أسعار الفائدة الأميركية أكثر لكبح التضخم، بينما علقت بنوك مركزية أخرى تشديد السياسة النقدية. وسجل مؤشر الدولار 93.373.

وواصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفاعها لتبلغ عوائد السندات لأجل عشر سنوات 3.12%، وهو أعلى مستوى منذ 2011.

وتضرر اليورو أيضاً بعد تقارير تفيد بأن "حركة 5- نجوم"، المناهضة للمؤسسات، وحزب الرابطة، المناهض للهجرة، قد يطالبا البنك المركزي الأوروبي بإسقاط ديون بقيمة 250 مليار يورو، في الوقت الذي تعكف فيه الأحزاب الإيطالية على صياغة مسودة برنامج ائتلاف. ويرعب هذا الطلب حاملي السندات الإيطالية من كبار المستثمرين.


وارتفع الجنيه الإسترليني قليلاً، بعد تقرير قال إن بريطانيا ستبلغ المفوضية الأوروبية استعدادها للبقاء في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي بعد عام 2021. وارتفع الدولار 0.2% إلى 110.575 ين، وهو أعلى مستوياته منذ يناير/كانون الثاني. وارتفعت عملات أخرى ترتبط بتجارة السلع الأولية مثل الدولار الكندي.

ويوفر الاتحاد الجمركي الاستقرار لأنشطة الأعمال في المملكة المتحدة، والذي يدعم الجنيه الإسترليني، وكانت رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" قد رفضت فكرة الاتحاد الجمركي لأنه سيعوق بريطانيا في التفاوض على اتفاقيات تجارة دولية.

ولم تسجل عملات الأسواق الناشئة المتقلبة أداء جيداً. ويعزز ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية جاذبية الدولار ويزيد تكاليف الاقتراض عالمياً، وهو ما يجعل كبار المستثمرين والشركات يستثمرون في الأدوات الدولارية للحصول على دخل بعملة قوية تساعدهم في التسويات التجارية.

وحتى الآن، أثر الارتفاع القوي للدولار على العديد من عملات الدول الناشئة وعلى رأسها الأرجنتين. وفي ريو دي جانيرو، انخفض الريال البرازيلي إلى أدنى مستوى في عامين مقابل الدولار في تعاملات الأربعاء، في حين تراجعت الروبية الإندونيسية إلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وكانت الليرة التركية والبيزو الأرجنتيني أكثر المتضررين، حيث جرى تداولهما عند مستويات منخفضة مجدداً، لكن دون المستويات القياسية المتدنية التي سجلاها في وقت سابق من الأسبوع. ويبدو أن الاقتصادات النفطية تستفيد من الدولار القوي، حيث إنها تحصل على دخلها بالدولار، حسب مراقبين.
المساهمون