ارتفاع الأسعار يُخفّض مبيعات المطاعم الشعبية في مصر

01 أكتوبر 2015
ارتفاع أسعار الوجبات الشعبية في مصر (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

تعتمد المطاعم في الأحياء الشعبية في مصر على رخص أسعارها لجذب الزبائن محدودي الدخل، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت أسعار الوجبات التي تقدمها ارتفاعاً كبيراً، ما أدى إلى انخفاض مبيعاتها.

وبالقرب من محطة مترو حي السيدة زينب الشعبي، في العاصمة المصرية القاهرة، يقع أحد المطاعم المشهورة بتقديم وجبات اللحوم الرخيصة "من رؤوس وأقدام وأمعاء الماشية"، والتي بدأت تعاني من تراجع الإقبال في الفترة الأخيرة.

وقال عامل في المطعم، أحمد الصعيدي، إن الطلب على تناول الوجبات يجب أن يزيد مع انطلاق الدراسة سنوياً، مشيراً إلى أن موسم الشتاء يعد من أفضل الأوقات التي ترتفع فيها مبيعات الوجبات الساخنة، حيث إن انخفاض درجات الحرارة يساعد في الإقبال على هذه النوعية من الوجبات.

وأكد الصعيدي، لـ"العربي الجديد"، أنه يعمل وفقا لسياسة الأسعار الرخيصة التي تجذب زبائن أكثر. وأرجع محدودية ربحه في الفترة الأخيرة إلى ارتفاع أسعار اللحوم، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وتجاوزها 85 جنيهاً (الدولار = 7.73 جنيهات) للكيلو الواحد، ما حدّ من قدرة الزبائن على شراء وجبات مطعمه. وأشار الصعيدي إلى ارتفاع تكلفة المواد الغذائية الذي أجبره على رفع الأسعار.

وتستهلك مصر نحو 1.2 مليون طن من اللحوم في العام الواحد، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، حيث يتراوح متوسط نصيب الفرد بين 5 و8 كيلوجرامات في العام.

وقال الصعيدي إن الأمر لا يتوقف على ارتفاع أسعار اللحوم فقط، ولكن كذلك سعر الزيوت والسمن. وتتراوح سعر الوجبة التي يوفرها مطعم اللحوم الشعبية بين 20 و60 جنيها، حسب الأصناف التي يطلبها الوافد للمطعم.

وأضاف أن أسطوانات البوتاجاز يرتفع سعرها في الشتاء مقارنة بالصيف، حيث يتجاوز سعرها 40 جنيها في السوق السوداء، في حين أن سعرها الرسمي 16 جنيها فقط.

وذكر أنه في حال استمرار زيادة الأسعار كما هو الحال خلال الفترة الأخيرة، فإنه سيكون مجبرا على رفع أسعار وجباته مرة أخرى. وأضاف أن الأسعار شهدت ارتفاعا يتجاوز 40%، ولا تزال الدخول كما هي دون زيادة، ما يقلل من نفقات الغذاء بالنسبة للأسر.

وكانت حملة قد انطلقت لمقاطعة تناول اللحوم، منتصف أغسطس/آب الماضي، إلا أن هذه الحملة لم تحدّ من ارتفاع أسعار اللحوم. وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن أسعار اللحوم خلال العشر سنوات الأخيرة ارتفعت من 17 جنيها للكيلو إلى 85 جنيها حالياً، بنسبة 260%.

اقرأ أيضاً: غلاء اللحوم يشعل أسعار الدواجن في مصر

وأعرب مواطنون عن تخوفهم من اللحوم الرخيصة، حيث يستغل العديد من أصحاب المطاعم الشعبية الأوضاع المعيشية الصعبة، ويقومون ببيع لحوم حمير بأسعار رخيصة، وكانت حملات لوزارة التموين أغلقت عدة مطاعم مؤخراً، لبيعها لحوم حمير.

وبالنسبة لوجبات الفول، قال صاحب عربة فول في منطقة الهرم بالجيزة (غرب القاهرة)، محمد العدوي، لـ"العربي الجديد"، إن الطلب على تناول وجبات الفول يزيد مع انطلاق الدراسة سنويا في نهاية سبتمبر/أيلول، حيث يتجه الطلاب إلى تناول وجبات الإفطار منه، إلى جانب العاملين في المتاجر والورش والمصانع القريبة منه. وبحسب العدوي، فإن مبيعاته ترتفع بأكثر من 50% بداية من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى مارس/آذار.

وأضاف العدوي عند قدوم فصل الشتاء لا يتوقف الأمر على توفير وجبات الفول، ولكن يمتد النشاط إلى توفير وجبة عدس ساخنة. ويبلغ سعر طن الفول البلدي 5.5 آلاف جنيه، في حين يتراوح سعر طن الفول المستورد بين 3200 و3500 جنيه للطن الواحد.

وأوضح أن زيادة الأسعار لا يكتوي بها إلا الفقراء، والفول وجبة رئيسية لا يستطيعون أن يستغنوا عنها.

وكانت وزارة المالية قد أعلنت، في بداية العام الجاري، عن رغبتها في فرض ضرائب على محلات وعربات الفول المنتشرة في أحياء وشوارع المحافظات والمدن. ولا يستطيع العدوي، الذى يقف بعربة في الشارع، أن يتفهم كيف سيتم حساب الضرائب على وجبات الفول التي سيقدمها لزبائنه؟

وقال "حتى الفول، سيتم فرض ضرائب عليه، فلا يتبق سوى أن يفرضوا ضرائب على الهواء الذى نتنفسه".

وأضاف أن عربته تعول 5 أسر، كل أسرة تضم ما بين 4 إلى 5 أفراد، مشيراً إلى أنهم يواجهون تحديات متعدّدة، أبرزها مطاردة شرطة المرافق يوميا لهم.

وقال إن نسبة كبيرة من عربات الفول تستعمل الفول الصيني، والزيوت منتهية الصلاحية، جراء الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية.


اقرأ أيضاً: أسعار الخضار في مصر تقفز 200%.. والمواطنون يشكون

دلالات
المساهمون