قال تجار في مصر لـ "العربي الجديد"، إن أسعار كعك العيد ارتفعت هذا العام بنسبة تتراوح بين 20 و30% مقارنة بالعام، ما أدى إلى موجة ركود كبيرة ضربت الأسواق، وأثرت سلباً على المتاجر.
وأرجع اللواء صلاح العبد، رئيس شعبة الحلوى بالغرفة التجارية للقاهرة، ارتفاع أسعار الكعك إلى زيادة تكلفة مكوناته من الدقيق والسكر والسمن وارتفاع أسعار العمالة والكهرباء.
وأضاف العبد في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن مصانع الحلوى تعتمد على السكر المستورد بنسبة 100% لارتفاع جودته ونقائه وخلوه من الشوائب، في حين أن السكر المحلى المستخرج من قصب السكر له تأثير سلبي على نقاء الحلويات.
وأوضح أن سعر كيلو الكعك السادة بلغ 50 جنيهاً، (الدولار = 7.73 جنيهات) والكعك المحشو 70 جنيهاً، في حين بلغ سعر كيلو البسكويت بأنواعه 38 جنيهاً.
وقال تاجر بمنطقة الدقي، إسماعيل خلف، لـ "العربي الجديد"، إن الإقبال هذا العام ضعيف، نظرا لارتفاع أسعار كعك العيد بنسبة بلغت 30% مقارنة بالعام الماضي. وأضاف أن أسعار الكعك تختلف من منطقة لأخرى، حسب الجودة.
وأشار إلى أن معظم المحلات خفضت الإنتاج لأكثر من النصف، نتيجة لحالة الركود التي تشهدها الأسواق.
وأكد مواطن بمحافظة الجيزة (غرب العاصمة القاهرة)، فرج عبد الجواد، لـ "العربي الجديد"، أن أسعار كعك العيد ارتفعت بنسبة كبيرة جداً، وأجبرت المواطن متوسط الدخل على شراء كميات بسيطة جداً، أو عينات، علي حد تعبيره.
وأضاف عبد الجواد، أنه كان يشتري كميات كبيرة خلال الأعوام الماضية، لكن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة جعلته يقلص مشترياته.
أما المواطن منتصر محمود، فيرى أن الحل الوحيد لعلاج مشكلة ارتفاع أسعار كعك العيد الابتعاد عن الإفراط في الشراء.
اقرأ أيضاً: أسطوانة الغاز تختفي من أسواق مصر
وقالت ربة منزل، حنان عبد الستار، لـ "العربي الجديد"، لن نشتري الكعك هذا العام من المحلات، وسنكتفي بإعداده في المنزل لتوفير المبالغ لشراء ملابس العيد وشراء السلع الضرورية.
وأشارت إلى أن إعداد الكعك في المنزل من التقاليد الجميلة التي اختفت خلال الفترة الأخيرة.
وقالت عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك بوزارة التموين والتجارة الداخلية، سعاد الديب، لـ "العربي الجديد"، إن أسعار كعك العيد ارتفعت بنسبة 20% مقارنة بالعام الماضي.
وأضافت، أن ارتفاع أسعار كعك العيد غير مبرر، حيث يقوم التجار باستغلال الطلب المتزايد على الكعك باعتباره أحد مظاهر فرحة العيد، وبالتالي يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه.
ووفقاً لتقرير للغرفة التجارية للقاهرة، فإن حجم الإنتاج للمكونات الأساسية من كعك العيد العام الماضي بلغ نحو 19.2 مليون طن دقيق، و44.7 مليون طن من المواد الدهنية، و3.8 ملايين طن من السكر، و3.51 ملايين طن مكسرات. كما بلغ حجم الإنفاق الصناعي من المكونات الأساسية لكعك العيد 680.5 مليون جنيه.
وطرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية 300 طن كعك من خلال التعاقد مع ثلاث شركات (الصعيدي للصناعات الغذائية، بسكو مصر، الأسر المنتجة).
وأضافت الوزارة أنه يتم طرح منتجات الكعك بأسعار مخفضة عن المحلات التجارية، وذلك بمنافذ شركة الأهرام للمجمعات الاستهلاكية التابعة للوزارة، وأشارت إلى أنها تهدف من هذه الخطوة إلى إحداث توازن في الأسعار، وليس الربح، كما سيتم استخدام سيارات متنقلة لبيع السلع ومنتجات العيد فى الميادين العامة، حسب الوزارة.
ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي ورئيس أكاديمية السادات الأسبق حمدي عبد العظيم، إن الكعك الذي تطرحه وزارة التموين والتجارة الداخلية لا يحقق التوازن المطلوب، واعتبر الوزارة منافساً للقطاع الخاص الذي يهتم بالربح في المقام الأول.
وأضاف عبد العظيم أن معظم منافذ المجمعات الاستهلاكية تتركز في القاهرة الكبرى، وخاصة في المناطق الراقية التي لا تستفيد من الخصومات التي تقوم بها الوزارة، مشيراً إلى أن غالبية قاطني هذه المناطق مثل غاردن ستي والزمالك ووسط البلد لا تهتم بما تطرحه المجمعات الغذائية من لحوم وسلع غذائية.
ولفت النظر إلى أن القوات المسلحة حققت شبه توازن العام الماضي، بعد أن طرحت كميات كبيرة من الكعك، غير أنها لم تعلن حتى الآن عن طرح كميات من الكعك هذا العام.
اقرأ أيضاً: "كعك" الجيش المصري يصيب التجار بخسائر بالغة
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
