شهدت أسعار الدواجن في مصر ارتفاعاً قياسياً بنسبة 22% على مدار الأيام الماضية، فيما قال تجار إنّ نحو 24 شركة تتحكم في السوق باستحواذها على أكثر من 70% من الإنتاج في البلاد.
وحسب شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، ارتفع سعر كيلو الدواجن بالمزارع بنحو 2.5 جنيه ليصل إلى 14 جنيه، مقابل 11.5 جنيه في المتوسط.
وتباع الدواجن للمستهلك بأسعار تتراوح بين 16.5 و18.5 جنيه للدجاج الحي، حسب منطقة البيع، و21 و23 جنيها للدواجن المذبوحة المغلفة.
ويقول تجار إنّ هناك نحو 50 ألف مزرعة دواجن تعمل في مصر، لكن الحصة الأكبر من الإنتاج تستحوذ عليها شركات محدودة، سبق اتهامها بالاحتكار دون البت حكومياً في ممارساتها.
وكان جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر، قرر في شهر أبريل/ نيسان 2013، إحالة 24 شركة من اتحاد منتجي الدواجن للنائب العام لقيامها بممارسات احتكارية، وذلك خلال دراسة للجهاز منذ عام 2008 وحتى 2010.
وتمتلك هذه الشركات جميع حلقات الدواجن بدءاً من إنتاج الأمهات والبيض والكتاكيت والأعلاف، وبعضها يمتلك مصانع لبيع الدواجن المجمدة والمبردة.
وقال مصدر مسؤول في جهاز حماية المنافسة، طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح لمراسل "العربي الجديد" في القاهرة: إنّ الجهاز لم يتلق أي رد من الحكومة حتى الآن تجاه الشركات المتهمة بالاحتكار، رغم ثبوت التهمة عليها.
وأشار حماد يونس، أحد أصحاب مزارع الدواجن بالمنيا، إلى أن الشركات الكبرى تتحكم في الأسعار باتفاقات بينها، بحيث لا تختلف من شركة إلى أخرى.
وقال يونس لـ"العربي الجديد": إنّ معظم أصحاب المزارع الصغيرة يشترون الكتاكيت (دواجن لم يتعد عمرها أيام) والأعلاف بـ"الآجل"، أي يسددون الأموال بعد انتهاء فترة التسمين البالغة 45 يوماً، وأنه يتم إجبار صغار المنتجين على الأسعار التي تفرضها الشركات الكبرى.
وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (الحكومي)، قال: إنّ معدل التضخم في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار 2014، ارتفع بنسبة 10.9%، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأوضح الجهاز أنّ أسعار الطعام والشراب ارتفعت خلال الفترة المذكورة بنسبة 17%، مقارنة بالفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار من العام الماضي.
وحسب مسؤول في شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، فإن 5 شركات من الـ 24 شركة التي تم اتهامها بالاحتكار، تستحوذ وحدها على قرابة 40% من السوق.
لكن الدكتور محمد الشافعي، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن ورئيس شركة الإسماعيلية للدواجن، نفى وجود احتكار بالسوق.
وقال الشافعي لـ"العربي الجديد": إنّ هناك أكثر من 200 شركة ما بين صغيرة وكبيرة ومتوسطة تعمل في السوق ومن غير الممكن الاتفاق فيما بينها، مشيراً إلى أنّ هذه السلعة تخضع لآليات العرض والطلب.
وأضاف أنّ "كل منتجي الدواجن متهمون بالمبالغة في الأسعار، بينما الواقع يعكس أن التكاليف، لاسيّما الأعلاف زادت بشكل فاحش".
ويبلغ حجم إنتاج الدواجن في مصر نحو 1.6 مليون طائر يومياً، بينما يصل حجم الاستهلاك إلى 2 مليون طائر يومياً. وكانت مصر تمكنت من تحقيق اكتفاء ذاتي من الدواجن لمدة تزيد عن 15 عاما وذلك حتى عام 2006، حسب البيانات الرسمية، واستطاعت التصدير للخارج، بما قيمته 25 مليون دولار سنوياً، لكن الصناعة تعرضت للتراجع مع ظهور أنفلونزا الطيور بالبلاد قبل نحو 8 سنوات.
وقال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية: إنّه لابد من خطة لتطوير صناعة الدواجن، التي تعاني حالياً العشوائية واحتكار البعض، من أجل عودتها مرة أخرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير وخفض الأسعار.
وأضاف السيد أنّه يجب إعادة هيكلة الصناعة سواء مزارع أو مجازر الدواجن، والاهتمام بصناعة الأعلاف خاصة زراعة الذرة الصفراء التي تمثل70% من إنتاج العلف.
الدولار = 6.98 جنيه مصري.