اختراق كبير في مكافحة السرطان: 5 سنوات لـ"علاج المناعة"

01 يونيو 2015
"علاج المناعة" ثورة في عالم الأورام السرطانية/ غيتي
+ الخط -
أفادت دراسة جديدة، بأنّ اكتشاف العلاج الجديد لمرض السرطان، وهو"علاج المناعة" يساعد في القضاء على الأورام، وإنقاذ عشرات آلاف المرضى، ويعتقد الخبراء أن يكون الاكتشاف الأخير، الأهم من نوعه بعد مرحلة العلاج الكيميائي، الذي يتوقّع زواله خلال خمس سنوات.


ويعتبر علاج مرض السرطان الأخير، شديد الفعالية في محاربة الأنواع القاتلة من الأمراض، ومنها سرطان الرئة والجلد. وأثبتت اختبارات أجريت على مرضى، كانوا في مراحل المرض الأخيرة، ولم يتبق لديهم سوى أشهر معدودة في الحياة، فعالية العلاج في القضاء على الأورام لديهم، ليستمرّوا بعد ذلك في عيش حياة طبيعية بعد الخضوع للعلاج.

ويحلّ "علاج المناعة"، وهو الاسم الذي أطلق على الاكتشاف الأخير، بديلاً من "علاج الكيمياء"، ويعمل على تدريب جهاز المناعة في جسم المريض، على الهجوم على الخلايا السرطانية ومكافحتها. ولا يقتصر مفعوله على علاج سرطان الرئة والجلد، بل هو فعّال، أيضاً، في القضاء على سرطان الكلى، والمثانة والرأس والرقبة، وذلك وفق عدد من البحوث التي قدّمت في مؤتمر الجمعية الأميركية للأورام السريرية في شيكاغو.


وتفتك أمراض السرطان المميتة بـ 54 ألف بريطاني سنوياً، واللافت شفاء مرضى يعانون من سرطان الجلد في مراحله المتقدّمة في بريطانيا عقب تلقّيهم العلاج، منهم من شفي نهائياً من المرض، وبعضهم الآخر يحتاج إلى جلسات، من وقتٍ إلى آخر، قد تمتد إلى أسابيع أو أشهر.

وتروي فيكي براون (61 عاماً) قصة خضوعها لتجربة "علاج المناعة" بعد إصابتها بسرطان الجلد في عام 2006، وسرطان الثدي والرئة بعد ذلك، وبعد أن أبلغها الأطباء أنّها قد تعيش أشهراً معدودة، شاركت في التجارب السريرية في مستشفى "رويال مارسدن" في العاصمة البريطانية لندن المتخصّصة في علاج أمراض السرطان، في أغسطس/آب، وما هي إلاّ أسابيع حتى اختفت الأورام، لتظهر مجدّداً، فأعادت الكرّة وخضعت مرّة أخرى لعلاج المناعة.

من جهتها، تقول براون، إنّها شعرت بأنّ العقار أشبه بأعجوبة، إذ عاشت سنتين بفرح، وتأمل أن تستمر لسنين عديدة.

من جانبه، قال البروفسور روي هيربست، رئيس علم الأورام الطبية في مركز بيل للسرطان في الولايات المتحدة الأميركية، إنّ "علاج المناعة" قد يكون البديل الأفضل من العلاج الكيميائي خلال السنوات الخمس القادمة. مضيفاً "أنّنا نشهد نقلة نوعية في كيفية علاج الأورام، إذ من الممكن ملاحظة تجاوب الجسم مع العلاج خلال أسبوعين، كما أنّ بعض المرضى نجوا بأعجوبة".


وشرح خبراء الدراسة، أنّه على الرغم من تدريب نظام المناعة لدينا على محاربة الالتهابات والسرطان، بيد أنّ بعض الأورام قادرة على تطوير دروع واقية، ما يؤدي إلى فشل العلاج الكيميائي وجهاز المناعة وأية عقاقير أخرى. أمّا "علاج المناعة" فيدمّر الدروع الواقية ويدرّب الجسم على كيفية محاربة الأورام.

وتبلغ كُلفة العلاج 100 ألف باوند للمريض الواحد في العام، يخضع خلالها للعلاج كلّ بضعة أسابيع. تتوفّر بعض أنواع العلاج لدى خدمات الصحة العامة، وتنتظر العقاقير الأخرى التصديق عليها من الهيئات التنظيمية الأوروبية.

في المقابل، قال دكتور جيمس لاركن، وهو مستشار في مستشفى "رويال مارسدن"، إنّه ينبغي الحذر في استخدام كلمة علاج، على الرغم من أنّ بعض المرضى تخلّصوا نهائياً من سرطان الجلد ويعيشون حياة طبيعية. مشيراً إلى أنّ العلاج قد لا يكون فعّالاً على جميع المرضى، بل نجح على نسبة 25 إلى 50 في المئة من المرضى، لأنّ الأمر يعتمد على نوع الورم.

ويأمل الخبراء أن يكون "علاج المناعة" فعّالاً على نسبة 50 في المئة من المرضى كحد أدنى.

اقرأ أيضاً: آمال للقضاء على السرطان بعلاجات واعدة

دلالات