وأكد العلماء من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الأميركية، أن نتائج دراستهم التي نشرت في مجلة "نيتشر" Nature، أمس الأربعاء، كانت مقنعة للغاية، وخلقت أملاً جديداً للتواصل مع من سلبهم المرض القدرة على الكلام، وفق ما نقل موقع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي).
كيف تعمل الأداة؟
تعمل التقنية الجديدة التي تقرأ الأفكار على مرحلتين: الأولى زراعة قطب كهربائي (إلكترود) في المخ، لالتقاط الإشارات الكهربائية المسؤولة عن حركة الشفاه واللسان والحنجرة والفك، ثم استخدام الحاسوب لمحاكاة كيفية تشكيل هذه الحركات لأصوات مختلفة في الفم، وهو ما سينتج الكلام الذي يخرج من "القناة الصوتية الافتراضية".
وقد يعتقد البعض أنه من الأسهل التقاط الإشارات الكهربائية التي ترمز إلى كل كلمة بمفردها، إلا أن الدراسات التي اعتمدت على هذا المبدأ لم تحقق سوى نجاح محدود، في حين كان التركيز على حركات الفم والأصوات الناتجة عنه أكثر فعالية.
ما مدى جودة الأداة؟
إذا استمعت إلى تسجيل الكلام الناتج عن "القناة الصوتية الافتراضية" ستعلم أنه ليس مثالياً أو واضحاً للغاية، ولكن الدراسة أوضحت أنه مفهوم بنسبة 70 في المائة على الأقل.
من قد يستفيد من هذا الاختراع؟
قد تساعد الأداة الجديدة المرضى الذين فقدوا القدرة على الكلام، بمن فيهم بعض مرضى السكتات الدماغية، ومن تعرضوا لإصابات في الدماغ، ومرضى سرطان الحنجرة، ومرضى باركنسون أو التصلب المتعدد.
وأوضح البروفيسور إدوارد تشانغ، المشارك في الدراسة، أن هذه التقنية ليست حلاً لكل من فقدوا القدرة على التواصل بالكلام، لأنها تعتمد على مناطق الدماغ التي تتحكم بحركات الشفاه واللسان والحنجرة والفك، والتي ما زالت تعمل بالشكل الصحيح، وهو ما قد يجعلها غير مفيدة لمن يعانون من بعض أنواع السكتة الدماغية.
كما أشار البروفيسور تشانغ إلى وجود أمل في تعليم المرضى الذين لم يسبق أن تحدثوا إطلاقاً، بمن فيهم الأطفال المصابون بالشلل الدماغي، كيفية التحدث باستخدام هذه الأداة.
ما الذي يجب أن يفكر الناس فيه لتعمل الأداة؟
طُلب من المشاركين في الدراسة عدم تحريك أفواههم بشكل محدد، بل قراءة بعض الجمل فحسب. وقال البروفيسور تشانغ: "من الطبيعي أن يترجم الدماغ بنفسه تلقائياً القراءة إلى حركات في الفم واللسان".
هل يمكن لأي كان قراءة أفكار الآخرين بواسطة الأداة؟
ينتقد بعض العلماء التقنيات التي تقرأ العقول، لأنها قد تضع أفكار الناس الخاصة بين أيدي عديمي المبادئ، إلا أن البروفيسور تشانغ أكد أنه هو وزملاؤه بذلوا جهدهم لاكتشاف ما إذا كان من الممكن فك تشفير الأفكار، حتى لو لم يرغب المرضى بالكشف عنها، ووجدوا أن ذلك صعب في هذه الفترة. وأضاف: "ركزنا أثناء البحث، على فك تشفير ما يحاول الناس قوله بالفعل".