احتمالات لمخرج طوارئ واحد

26 مارس 2016
سعاد العطار/ العرق (جزء من لوحة)
+ الخط -

كان بإمكاني أن أهزّ البداية وأحمي نصيبي من منامات زهر اللّوز
كان بإمكاني أن أتكهّن بكلّ أحاسيس الأوراق وهي في طريق السقوط
وأساير رقص الصّنوبر المشطور
أن أثقب مسلكاً للرّيح من الوهلة الأولى،
وأوجّهها إن تطلّب الأمر.
كان بإمكاني أن أفكّك مفاصل الطريق
وأعدّ طبقاً لذيذاً بطعّم الفجر في فم الأكاسيا
أن أستثمر رأسمال الحرمان
حتى تتثاءب فيه الحياة المضادّة للأكسدة
بدل التمرّغ في خديعة التراب

كان بإمكان أصابعي أن تعيد ترتيب مائدة الكون
وأن تخيط كلّ عيون البجع التي زغردت في دمي
وكان ممكناً ألّا أقف أمام احتمال واحد،
وأن أتجنّد للفوضى بنعال من زجاج مكسور،
وأن أنأى بقلبي، ذاك الذئب الضال الصالح تحديداً للركض،
أنأى به بعيداً عن التّصنيف المبلّط بأمزجة البارانويا،
وعن السواد المعلّب الذي يجلس داخل غابة الروح
كتفاً لكتف مع لعنة تشقّ طريقها كبصمة بندقية،
كان ممكنا جدّاً أن أُفرغ جيوبي من أحجار فيرجينيا،
وأتحوّل بسرعة إلى قطعة هايكو خالية من العقد
دون أن أجرح خلايا التمرّد في أجساد التوليب.

ببساطة كان بإمكاني أن أُخرج الفَراش المشنوق في قلبي،
وأتلف الحلم المحشوّ في أحداقي والقمر المكسور في دمي،
ثم أذهب الى الموت نظيفة
وأعكّر صفوه بدلو بياضي.
فهذا الموت ليس شجرة زقّوم،
وهذا العمر ليس جحيماً،
وأنا لست نبيةً لأملك الخاتمة المناسبة.

* شاعرة من تونس


اقرأ أيضاً: وقت مضطرّ للمغادرة

المساهمون