اندلعت، اليوم الإثنين، معارك عنيفة بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في البلدة القديمة بالساحل الأيمن للموصل، آخر معاقل التنظيم، فيما حوّلت القوات المشتركة أحد مساجد المدينة إلى مقرّ للحكومة المحلية بشكل مؤقت، بعد أن أمر رئيس الحكومة حيدر العبادي، بإغلاق مقرات حكومة الموصل المحلية في بغداد، ونقلها إلى الموصل.
وأكد مصدر عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "القوات المشتركة تحاول التقدّم داخل أكثر الأماكن تعقيداً في المدينة القديمة، بدعم من الطيران المروحي العراقي والحربي الأميركي، في الوقت الذي يستخدم فيه مقاتلو "داعش" سيارات مفخخة مركونة، أو بواسطة انتحاريين، لإعاقة هذا التقدّم".
ولم تتوقّف المعارك التي اندلعت منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الإثنين، ما اضطر القوات العراقية إلى الاستعانة بالطائرات التي قصفت مناطق متفرقة من المدينة القديمة، بحسب المصدر.
وأشار المصدر إلى قيام القوات العراقية المشتركة بتحويل مسجد عائشة الواقع في حي النور، بالساحل الأيسر للموصل، إلى مقرّ للحكومة المحلية، مؤكداً أنّ هذا القرار أثار استياء كبيراً لدى السكان المحليين.
وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت، خلال تصريح صحافي، إنّ "القوات العراقية تمكّنت من قتل 26 عنصراً من داعش، وتدمير عجلتين مفخختين، وتفكيك عدد من المنازل المفخخة"، لافتاً إلى قيام قواته بقصف عشرات الأهداف المتحركة والثابتة للتنظيم.
وفي سياق متصل، أقر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، بأنّه لا مفرّ من سقوط ضحايا مدنيين في الحرب التي تخوضها بلاده على "الإرهابيين" في العراق وسورية، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة "تبذل كل ما في وسعها من الناحية الإنسانية، مع الأخذ بعين الاعتبار الضرورات العسكرية لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين".
كما أشار الوزير الأميركي إلى عدم وجود أي تغيير في قواعد شن الغارات الجوية، مضيفاً، خلال مقابلة متلفزة، أنّه "لا تهاون في إرادتنا بحماية الأبرياء".
يُشار إلى أنّ عملية إنهاء وجود "داعش" في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، تسببت بسقوط أكثر من 30 ألف مدني بين قتيل وجريح، غالبيتهم نساء وأطفال، سقطوا خلال الأشهر الثمانية الماضية من عمر المعركة، والتي انطلقت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، فضلاً عن مئات الانتهاكات التي سجّلتها منظمات دولية ومحلية.