احتجاجات ضدّ "تمليك" المالكي أراض لقادة أمنيين

22 سبتمبر 2014
مليشيات عراقية متطوعة لقتال "داعش" (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

تظاهر العشرات من أهالي بغداد وسط العاصمة احتجاجاً على منح رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، قبل ساعات من انتهاء حكمه، أراض سكنية لعدد من القادة الأمنيين في أفضل مناطق بغداد، فيما حمل حزب "الدعوة"، رئيس الحكومة حيدر العبادي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة مسؤولية حياة المئات من الجنود الذين يحاصرهم تنظم "داعش" في الصقلاوية.

 وطالب المتظاهرون رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بإلغاء قرار المالكي، كون الأراضي الممنوحة هي متنزهات وحدائق عامة، ولا يحق لأية جهة تحويل صنفها إلى أراض سكنية.

وقال أحد المتظاهرين ويدعى سليم عبطان لـ"العربي الجديد"، إنه "من المستغرب جداً أن يمنح القادة العسكريون الذين يتحملون نتائج دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى، هذه الأراضي، رغم فشلهم في التصدي للهجوم". وأضاف "كنا نتوقع أن تتم محاكمتهم على هزيمتهم المخجلة، لكنهم رغم ذلك يكرمّون".

من جهته، قال متظاهر ويدعى، أبو محمد، إنه "لا يحق لأي مسؤول التصرف بهذه الأراضي المخصصة كمناطق خضراء وحدائق للمواطنين؛ فهي ليست ملكاً لأحد، وإنما هي ملك الجميع، ومن يريد التبرع فعليه التبرع من ماله الخاص". وعدّ خطوة المالكي هذه "تجاوزاً على القانون، بما يلائم رغباته الشخصية"، محملاً أمانة بغداد المسؤولية.

 وحذر النائب عن كتلة "التحالف المدني الديمقراطي"، مثال الآلوسي، الدوائر الحكومية من أي "تجاوز على المال العام". وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "المالكي كان يحاول خلال أيامه الأخيرة في السلطة أن يعطي أوامر كثيرة حتى يبقى في المنصب لأطول فترة ممكنة". ودعا الى "محاكمة قادة الجيش الهاربين من المعركة ضد (داعش) بدلاً من تكريمهم".

 وكانت أمانة بغداد قد وزّعت في 29 من أغسطس/آب الماضي أراضي المتنزه الواقع في حي المستنصرية وسط بغداد محلة 504، على القادة الأمنيين، وفقاً لأوامر حكومية. ولم يصدر من أمانة بغداد أي تعقيب على الموضوع.

في مقابل هذه الدعوات، شنّ حزب "الدعوة" هجوماً غير مسبوق على العبادي، محمّلاً إياه مسؤولية مقتل 300 جندي في الصقلاوية بسبب بطء الإجراءات الأمنية لإنقاذهم.

 وقال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب علي البديري في مؤتمر صحافي، إن "تنظيم داعش بعدما حاصر أكثر من 400 جندي في منطقة الصقلاوية (في الأنبار)، استخدم غاز الكلور لأول مرة وفجّر أيضاً سيارات مفخخة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 جندي منهم بسبب الاختناق".

تصريحات البديري لو صحت، يكون تنظيم "داعش"، قد ارتكب مجزرة جديدة بحق الجنود.

 وحمل البديري "القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، وقائد عمليات الأنبار الفريق، رشيد فليح، المسؤولية الكاملة عن مصير الجنود"، مؤكداً أنهما "لم يتخذا الإجراءات الفورية العاجلة لإنقاذ الجنود، رغم كثرة المناشدات". ووصف الحادثة بأنها "سبايكر ثانية".

 من جهة ثانية، تظاهر في الديوانية (جنوب العراق)، ظهر اليوم، العشرات من ذوي الجنود المحاصرين في ناحية الصقلاوية، للمطالبة بفك حصار عن ذويهم. وأطبق تنظيم "داعش" منذ يوم الجمعة حصاره على أكثر من 400 عسكري بينهم ضباط في الصقلاوية، وزرع عبوات ناسفة على جميع الطرق المؤدية إليهم.

بدورها، حذرت وزارة الدفاع "داعش" من المساس بحياة هؤلاء الجنود، متوعدة إياه بـ"الضرب بقوة وعنف" كل من يقف معه من "الخونة". يأتي ذلك في وقت يسعى فيه القائد للقوات المسلحة، حيدر العبادي، إلى عزل قادة الأجهزة الأمنية "الموالين للمالكي" وتعيين آخرين، بعد تسريب أنباء عن "عرقلتهم" لقرارات العبادي.