توفر الاحتجاجات التي تشهدها مدن عدة في العراق فرص عمل لعدد من العاطلين، لا سيما أنها تستمر لساعات في اليوم الواحد، فيما تشهد درجات الحرارة ارتفاعاً كبيراً، وتتجاوز أحياناً الخمسين مئوية.
ومنذ 8 يوليو/تموز الماضي، شهد العراق احتجاجات انطلقت من البصرة في الجنوب، لتتوسع لاحقاً إلى جميع المناطق الجنوبية والوسطى وصولاً إلى العاصمة بغداد، طالب المحتجون من خلالها بتوفير الخدمات الأساسية وفرص العمل للعاطلين، وهي من المشاكل التي يعانون منها منذ الغزو الأميركي في 2003، وإطاحة نظام صدام حسين.
وتعد التظاهرات لدى فئة من المواطنين موعداً مع الرزق، يتحينها كثيرون لكسب قوت يومهم بوقت أقل وربح أكبر.
يقول ناظم جواد الذي يبيع أعلاماً بأحجام صغيرة ويتجول بين المتظاهرين لـ"العربي الجديد" إنه يربح "خير من الله"، في تأكيد على الربح الوفير الذي يجنيه من بيع الأعلام.
ويضيف: "ربحي في كل تظاهرة يصل إلى 20 ألف دينار (17 دولاراً)"، مبيناً أنه أكثر مما يكسبه من عمله اليومي في جمع المواد البلاستيكية من القمامة، "إنه عمل غير متعب، بل أنا أستمتع حين أجول بين المتظاهرين وأبيع الأعلام لهم، وهم يرددون هتافاتهم بحماسة ويلوحون بالأعلام التي يشترونها مني، لكن حين تلجأ القوات الأمنية إلى فض الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالقوة أشعر بالخوف، فأنا أضطر للهرب محاولاً الحفاظ على بضاعتي التي أحملها في أكياس. إنْ فقدتها فستكون خسارتي مؤلمة".
وعلى الرغم من أن ساحة التحرير التي تتوسط العاصمة بغداد، حيث تقام التظاهرات، تحيط بها العديد من المطاعم التي تقدم أصنافاً مختلفة من الأطعمة، بما فيها السريعة، يستطيع حيدر إقناع متظاهرين بشراء شطائر الفلافل.
حيدر البالغ من العمر 12 عاماً، "تمنحه براءته جواز مرور لقلوب الآخرين"، بحسب ما يقول حسن واثق، وهو أحد النشطاء المواظبين على الخروج في التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات منذ عدة سنوات.
يقول حسن لـ"العربي الجديد": "عرفت حيدر منذ أكثر من سنتين. دائماً كان يحضر التظاهرات حاملاً بضاعة ما يبيعها للمتظاهرين. في التظاهرات الأخيرة كان يحمل صندوقاً صغيراً من الفلين فيه عدد من سندويتشات الفلافل. كان كلما باع الكمية التي يحملها عاد بكمية أخرى ساخنة".
ويجبر ارتفاع درجات الحرارة التي يشهدها العراق، المتظاهرين على شرب كميات كبيرة من السوائل، وهو ما يدركه جيداً الباعة المتجولون، الذين وجدوا في هذه التجمعات وسيلة رزق جيدة.
ويعرض الباعة سلعهم كل بطريقته "مي (ماء) بارد"، "موطا (مرطبات)"، "بيبسي بارد"، وغيرها من النداءات التي تشير إلى وجود بضاعة تروي عطش المتظاهرين وتزيل قليلاً من تأثيرات الأجواء الحارة عليهم.
يقول سعد مهدي، وهو شاب ثلاثيني، إن ما يربحه من بيع العصائر والمشروبات الغازية في التظاهرات، خلال ساعة واحدة محترم، إذا ما قورن بما يجنيه خلال أربع ساعات عمل عند التقاطعات المرورية.
ومهدي بحسب ما ذكره لـ"العربي الجديد"، يعمل في بيع المرطبات في فصل الصيف عند التقاطعات المرورية، موضحاً أنه يعمل يومياً لوقت طويل يستمر لنحو 13 ساعة، سعياً لتوفير متطلبات معيشة عائلته.
كرار جبر، واحد منهم وهو ما زال مراهقاً، لكنه انخرط مع باعة متجولين آخرين للعمل في التقاطعات المرورية بعد مقتل والده في تفجير "إرهابي" قبل نحو خمس سنوات، وعدم مقدرة والدته على القيام بمتطلبات الأسرة.
اقــرأ أيضاً
يقول كرار لـ"العربي الجديد" إن ما يتمناه هو "استمرار التظاهرات يومياً، فأنا لا أبذل فيها جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً مثل الذي أبذله في التقاطعات المرورية"، ويتابع "فضلاً عن ذلك فإن الربح الذي أجنيه من بيع الماء البارد في التظاهرات أكثر بضعفين من الربح الذي أجنيه في التقاطعات المرورية".
ومنذ 8 يوليو/تموز الماضي، شهد العراق احتجاجات انطلقت من البصرة في الجنوب، لتتوسع لاحقاً إلى جميع المناطق الجنوبية والوسطى وصولاً إلى العاصمة بغداد، طالب المحتجون من خلالها بتوفير الخدمات الأساسية وفرص العمل للعاطلين، وهي من المشاكل التي يعانون منها منذ الغزو الأميركي في 2003، وإطاحة نظام صدام حسين.
وتعد التظاهرات لدى فئة من المواطنين موعداً مع الرزق، يتحينها كثيرون لكسب قوت يومهم بوقت أقل وربح أكبر.
يقول ناظم جواد الذي يبيع أعلاماً بأحجام صغيرة ويتجول بين المتظاهرين لـ"العربي الجديد" إنه يربح "خير من الله"، في تأكيد على الربح الوفير الذي يجنيه من بيع الأعلام.
ويضيف: "ربحي في كل تظاهرة يصل إلى 20 ألف دينار (17 دولاراً)"، مبيناً أنه أكثر مما يكسبه من عمله اليومي في جمع المواد البلاستيكية من القمامة، "إنه عمل غير متعب، بل أنا أستمتع حين أجول بين المتظاهرين وأبيع الأعلام لهم، وهم يرددون هتافاتهم بحماسة ويلوحون بالأعلام التي يشترونها مني، لكن حين تلجأ القوات الأمنية إلى فض الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالقوة أشعر بالخوف، فأنا أضطر للهرب محاولاً الحفاظ على بضاعتي التي أحملها في أكياس. إنْ فقدتها فستكون خسارتي مؤلمة".
وعلى الرغم من أن ساحة التحرير التي تتوسط العاصمة بغداد، حيث تقام التظاهرات، تحيط بها العديد من المطاعم التي تقدم أصنافاً مختلفة من الأطعمة، بما فيها السريعة، يستطيع حيدر إقناع متظاهرين بشراء شطائر الفلافل.
حيدر البالغ من العمر 12 عاماً، "تمنحه براءته جواز مرور لقلوب الآخرين"، بحسب ما يقول حسن واثق، وهو أحد النشطاء المواظبين على الخروج في التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات منذ عدة سنوات.
يقول حسن لـ"العربي الجديد": "عرفت حيدر منذ أكثر من سنتين. دائماً كان يحضر التظاهرات حاملاً بضاعة ما يبيعها للمتظاهرين. في التظاهرات الأخيرة كان يحمل صندوقاً صغيراً من الفلين فيه عدد من سندويتشات الفلافل. كان كلما باع الكمية التي يحملها عاد بكمية أخرى ساخنة".
ويجبر ارتفاع درجات الحرارة التي يشهدها العراق، المتظاهرين على شرب كميات كبيرة من السوائل، وهو ما يدركه جيداً الباعة المتجولون، الذين وجدوا في هذه التجمعات وسيلة رزق جيدة.
ويعرض الباعة سلعهم كل بطريقته "مي (ماء) بارد"، "موطا (مرطبات)"، "بيبسي بارد"، وغيرها من النداءات التي تشير إلى وجود بضاعة تروي عطش المتظاهرين وتزيل قليلاً من تأثيرات الأجواء الحارة عليهم.
يقول سعد مهدي، وهو شاب ثلاثيني، إن ما يربحه من بيع العصائر والمشروبات الغازية في التظاهرات، خلال ساعة واحدة محترم، إذا ما قورن بما يجنيه خلال أربع ساعات عمل عند التقاطعات المرورية.
ومهدي بحسب ما ذكره لـ"العربي الجديد"، يعمل في بيع المرطبات في فصل الصيف عند التقاطعات المرورية، موضحاً أنه يعمل يومياً لوقت طويل يستمر لنحو 13 ساعة، سعياً لتوفير متطلبات معيشة عائلته.
كرار جبر، واحد منهم وهو ما زال مراهقاً، لكنه انخرط مع باعة متجولين آخرين للعمل في التقاطعات المرورية بعد مقتل والده في تفجير "إرهابي" قبل نحو خمس سنوات، وعدم مقدرة والدته على القيام بمتطلبات الأسرة.
يقول كرار لـ"العربي الجديد" إن ما يتمناه هو "استمرار التظاهرات يومياً، فأنا لا أبذل فيها جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً مثل الذي أبذله في التقاطعات المرورية"، ويتابع "فضلاً عن ذلك فإن الربح الذي أجنيه من بيع الماء البارد في التظاهرات أكثر بضعفين من الربح الذي أجنيه في التقاطعات المرورية".