ومن المنتظر أن تضم هذه اللجنة خبيرين من كل طرف موقع على وثيقة قرطاج، وستتولى العمل على تحديد الأولويات بعد سلسلة من المشاورات والنقاشات بين جل الأطراف المعنية.
وأكّد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، لدى افتتاحه الاجتماع، أن تونس بحاجة إلى جميع أبنائها، وأنه لا يمكن الحديث عن وحدة وطنية دون "الاتحاد العام التونسي للشغل" و"الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية"، وبقية المنظمات الوطنية، مشيراً إلى أنه لا معنى للسياسة من دون مضمون اجتماعي.
ودعا السبسي الحاضرين إلى التعبير عن آرائهم، مؤكداً أن الأهم هو الخروج من هذا الاجتماع بمنهجية محددة يعمل على أساسها الجميع، مبرزاً أن حرية التعبير ممكنة، والاختلاف أيضاً ممكن، ولكن هناك أولويات سيتم العمل عليها بحسب الأهمية.
وبيّن أن رئاسة الجمهورية طلبت من الموقعين على وثيقة قرطاج تقديم مقترحاتهم بناء على المستجدات الأخيرة، ولكنها لم تتلق أجوبة سوى من "اتحاد الشغل" و"نداء تونس" و"حركة النهضة"، التي قدمت مقترحها أمس، مشيراً إلى أن المقترحات المقدمة تستدعي الحوار لإيجاد القاسم المشترك والخروج بآراء جماعية.
وقال رئيس "حركة النهضة"، راشد الغنوشي، إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة ستتولى وضع الأولويات، وضبط خارطة طريق للفترة المقبلة، خاصة على المستوى الاقتصادي، مبيناً أنه لا مجال للحديث الآن عن إجراء تحوير وزاري في الحكومة.
وأضاف الغنوشي أنه تم الاتفاق، من قبل الحاضرين، على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في موعدها.
وبيّن الأمين العام لـ"اتحاد الشغل"، نور الدين الطبوبي، أنّه تم التطرّق إلى الإشكاليات المطروحة، التي سيتم على ضوئها وضع أولويات المرحلة المقبلة، ثم سيتم النظر في الأسماء القادرة على قيادة الفريق الحكومي لتنفيذ الأولويات التي سيتم الاتفاق عليها.
وأوضح الطبوبي أن اتحاد الشغل يعتبر أنه لا بد من مراجعة المسار الحكومي الحالي لمعالجة الإشكاليات المطروحة، مبيناً أنه تم التطرق، بصراحة، إلى كل الإشكاليات، وبقاء الحكومة من عدمه سيتم النظر فيه في مرحلة ثانية.
وأفاد المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، حافظ قائد السبسي، أن حزبه قدّم مقترحات هي بمثابة حلول عاجلة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس، معتبراً أن نداء تونس سيكون مع نتائج المشاورات التي ستفرزها خارطة الطريق الجديدة.