ويربط مراقبون اجتماعات القاهرة، التي ضمت أطيافاً من معارضة الداخل والخارج، بدعوات روسيا للتفاوض، خصوصاً بعد إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أمس الخميس، أن "روسيا تنوي استضافة اجتماع للمعارضة السورية بعد 20 يناير/كانون الثاني المقبل". وأوضح لوكاشيفيتش، أن "مفاوضات بين معارضين سوريين وممثلين عن النظام السوري، قد تعقب المؤتمر". وأضاف أنه "في حال نجاح هذا المؤتمر، سيُدعى ممثلون عن الحكومة السورية إلى موسكو، لتبادل الآراء مع المعارضين، من أجل إطلاق حوار بين أطراف النزاع السوري".
من جانبه يوضح عضو "الائتلاف" محمد ملا، أن "الهدف من اجتماعات القاهرة، هو توحيد المعارضة، الذي يُعتبر ضرورة سورية قبل أن يكون مطلبا روسيا. فالهيئة السياسية في الائتلاف، أصدرت قراراً منذ ثلاثة أشهر بضرورة التواصل مع كل القوى السياسية المعارضة، من دون إقصاء أي طرف، بهدف توحيد الرؤى حول النقاط الرئيسية في هذا الوقت الذي ينذر بانهيار الدولة".
وعن اختيار القاهرة لعقد تلك الاجتماعات يوضح الملا أن "القاهرة احتضنت اجتماعات عدة للمعارضة، لدورها المهم على خارطة التوازنات العربية، والذي لا يمكن لأحد انكاره، ناهيك عن التقارب الخليجي المصري في الفترة الماضية، بعد لقاءات الرياض والدوحة. وانعكس كل ذلك بطبيعة الحال على القضية السورية".
وأشار إلى "عدم وجود قائمة معيّنة بمن سيحضر حتى الآن"، مؤكداً أن "الاجتماعات التي تمت بين ممثلين من الائتلاف وممثلين عن تيار بناء الدولة، وهيئة التنسيق، أظهرت تقارباً كبيراً في وجهات النظر، يُمكن أن يبنى عليه الكثير".
وحول ترويج روسيا لجمع المعارضة السورية والنظام في موسكو، يوضح الملا، أن "الاجتماع بالنظام ليس بجديد، فقد اجتمع وفد من المعارضة السورية في جنيف 2، بوساطة دولية مع النظام. وفي حال اتحدت جميع قوى المعارضة اليوم، وكان هناك ضمانات دولية حقيقية لانتقال السلطة، فالجميع لديه استعداد للمفاوضات أينما كانت". ولفت إلى أنه "ليس هناك شيء واضح حول مؤتمر موسكو، خصوصاً أن هناك العديد من القوى المعارضة، التي لن تقبل الذهاب إلى موسكو، إلا بضمانات دولية، وعبر تغيير ملموس في المواقف الروسية".
من جهته، أكد سياسي معارض، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، أن "التحركات الروسية، لم تظهر ملامحها إلى الآن، أو مدى التوافق الدولي عليها. كونها تُعامل بشيء من عدم المبالاة من قبل الدول الغربية، في حين لم تخف السعودية موقفها عن بوغدانوف، قائلة إنها لن تقبل ببقاء (رئيس النظام السوري بشار) الأسد. الأمر الذي يعني أن هناك جزءا من القوى العسكرية المعارضة لن تدعم المبادرة الروسية".
وأضاف المعارض المقيم في دمشق أن "الروس يحيّدون القوى العسكرية التي تقبل بالحل السياسي، كونهم لم يلتقوا أو يتواصلوا مع الفصائل المسلّحة القابلة بالحل السياسي، وذلك قد يعود لعدم تفويضهم بالدخول إلى تلك المناطق".
بدورهما، أكد كل من المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الإسلامية" النقيب إسلام علوش، والمتحدث باسم "جيش الأمة" محمد أبو عدي، في حديث مع "العربي الجديد"، تأييد فصيليهما "الحل السياسي الذي يحقق مطالب الشعب السوري"، لافتين إلى أنه "لم يتم إلى اليوم أي اتصال فيما يخص مساعي روسيا لإطلاق مفاوضات مع النظام السوري". وأكد أبو عدي أنهم "يرون أن الحل السياسي يجب أن يفضي إلى رحيل نظام الأسد، لأنه كان السبب الرئيسي في الدمار الكبير الذي لحق بسورية، إضافة إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين السوريين".
يذكر أن البحرة، كان قد نفى تلقيه دعوة شخصية من أية جهة أو طرف لحضور أي اجتماع في موسكو، مؤكداً أن "الدعوة الوحيدة التي وجهت هي للائتلاف أثناء لقائه المبعوث الروسي لشؤون الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارته الائتلاف في إسطنبول".