استمر اجتماع المعارضة السورية في إسطنبول، اليوم الثلاثاء، ساعات طويلة، تخللها طرح الخيارات العسكرية السياسية كافة في مواجهة إبادة حلب.
وفي حين تواصل أطياف المعارضة من ائتلاف وطني وهيئة تفاوض وممثلين عن فصائل عسكرية، اجتماعاتها غداً الأربعاء، في المدينة التركية، فقد كشفت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد" أن عدداً كبيراً من المشاركين في اللقاء طرحوا مجموعة من الأفكار أبرزها ضرورة توجه المعارضة السورية لتشكيل مجلس موحد عسكري وسياسي، ودعوة جبهة "فتح الشام" لحلّ نفسها وانضمام عناصرها إلى التشكيل الجديد المطروح، كحل وحيد لوقف ما يجري في سورية، في إشارة إلى الهجوم الشرس للنظام السوري على حلب، ومحاولاته تأمين دمشق.
واقتصر الاجتماع على طرح الأفكار من دون اتخاذ قرارات ولا تصويت عليها. وأجمعت مواقف عدة على ضرورة ضرب فصائل الجيش الحر في عمق مناطق النظام، وليس الاشتباك معه في اطراف مناطقه وخصوصاً في الساحل ودمشق.
ونقل مشاركون في الاجتماعات مضمون رسائل أقرب إلى التهديد وصلتهم في نيويورك من المبعوث الأميركي مايكل راتني، مفادها أن من يتعامل مع "النصرة" (جبهة فتح الشام) سيتم التعاطي معه تماماً كالتعاطي مع "النصرة" وكـ"أعداء للمجتمع الدولي".
من جانبه، قال رئيس الائتلاف أنس العبدة خلال الاجتماع إنه "ما زال لدى الإدارة الأميركية فرصة لتصحيح المسار بالتعامل مع الملف السوري، وإيقاف روسيا ونظام الأسد عن الاستمرار بارتكاب الجرائم في حلب، بدءاً باستهداف قوافل الأمم المتحدة وانتهاء بقتل المدنيين وتدمير المستشفيات والبنى التحتية".
وأكد العبدة على أن "الخيار الوحيد أمام الثورة السورية هو توحيد كافة الجهود السياسية والعسكرية، لمواجهة هذه الحرب الشعواء على الشعب السوري التي يستخدم فيها أسلحة جديدة محرمة دولياً تؤدي إلى تدمير الملاجئ، وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين".
ولفت إلى أن "قيادة الائتلاف تبذل ما في وسعها لتوحيد هذه الجهود السياسية والعسكرية، وإنقاذ مدينة حلب، مشدداً على أن قوى الثورة والمعارضة السورية لن تسمح بسقوط حلب على يد المليشيات الطائفية المستأجرة والتي أرسلتها إيران لتقاتل إلى جانب نظام الأسد".
وقطع وفد الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات زيارتهما إلى الولايات المتحدة الأميركية على هامش انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الـ 71، إثر الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة حلب.