اتهم أعضاء كنيست من اليمين الإسرائيلي، أساتذة الجامعات المؤيدين لمقاطعة إسرائيل، بمعاداة السامية، مطالبين بتعديل قانون "مجلس التعليم العالي" حتى يتسنى محاسبة هؤلاء الأساتذة ووضع قيود على نشاطهم في الجامعات.
وأعلن عضو الكنيست، عوديد بورر، من حزب "يسرائيل بيتينو"، أنه يعتزم سن قانون يفرض قيودا اقتصادية على المؤسسات الأكاديمية التي لا "تتنصل من المحاضرين الذين يدعون لمقاطعة إسرائيل"، معتبرا أن هذا الموقف معاداة صرفة للسامية، وأنه يجب عدم تمكين الهيئات التي تمولها الدولة من مواصلة الدعوة لمقاطعة إسرائيل.
ولم يقتصر الموقف العدائي تجاه هؤلاء الجامعيين على اليمين، إذ اعتبر عضو الكنيست يوئيل حسون، أن المسؤولية تقع أيضا على رؤساء الجامعات الذين يرفضون اتخاذ إجراءات ضد الأساتذة الإسرائيليين الذين ينتقدون الاحتلال ويدعون إلى مقاطعة إسرائيل، ويمتنعون عن المثول أمام لجان الكنيست، مهددا أنه في حال لم يحرك رؤساء الجامعات ساكنا ضد الأساتذة فإنه ستكون هنا "أجواء أقسى من المكارثية".
وانضم عضو الكنيست يوسي يونا، الذي يصنف نفسه في اليسار إلى الهجوم على حركة المقاطعة الدولية "بي .دي إس"، مدعيا أنها لا تميز بين أراض محتلة وبين إسرائيل وأنها تعمل لنزع الشرعية عن إسرائيل كلها.
من جهته، ادعى نائب رئيس الكلية الأكاديمية هداسا تساحي ميلغروم، ممثل لجنة رؤساء الجامعات، أن الأكاديميين الذين يدعون لمقاطعة إسرائيل في الجامعات الإسرائيلية هم أقلية هامشية وغير مؤثرة، وأنه ليس من وظيفة رؤساء الجامعات تقييد حرية أعضاء السلك الجامعي في إسرائيل. وادعى البروفيسور تسفي تسيغلر، هو الآخر أن الحديث هو عن مجموعة صغيرة لا تستحق بذل جهد كبير لمحاربتها، وأن محاربتها سيعود بالضرر على إسرائيل كدولة ديمقراطية تحترم الحرية الأكاديمية والحريات العامة.
لكن مدير حركة "إم ترتسو" الفاشية اليمينية في إسرائيل، متان بيلغ، أبلغ أعضاء اللجنة أن "هذه الظاهرة، مع انخراط أساتذة جامعات إسرائيليين في النشاط لفرض المقاطعة على إسرائيل، يهدد ليس فقط استقامة الأكاديميا في إسرائيل، وإنما أيضا مستقبلها"، وأنه يجب وقف هذه الظاهرة لحماية الأكاديميا الإسرائيلية.
ويأتي هذا النقاش في ظل استمرار انخراط عدد من كبار الأساتذة والباحثين الجامعيين في إسرائيل في نشاطات مناهضة للاحتلال والاستيطان، إلى جانب التحذير من تدهور إسرائيل بشكل خطير نحو الفاشية. ويتزعم هذه المجموعة على نحو خاص الأستاذ الجامعي عوفر كسيف من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس الذي نشر عدة كتابات ومنشورات على الفيسبوك وصف فيها الحكومة الإسرائيلية، بأنها حكومة فاشية صرف مع نزعات نازية.
وينضم التحريض الإسرائيلي ضد أساتذة الجامعات إلى تحريض رسمي من الحكومة واليمين ضد حركات اليسار وجمعيات حقوق الإنسان، توجه الكنيست الأسبوع الماضي بتمرير قانون يمنع جمعيات يسارية من الحصول على تمويل من خارج البلاد، وإخضاع التمويل الذي تحصل عليه للمراقبة.