اتهام "مافيا الفحم" بافتعال حرائق الغابات في الجزائر

28 يوليو 2019
أتت الحرائق على أكثر من 13 ألف هكتار(فرانس برس)
+ الخط -

التهمت نيران الحرائق مئات الهكتارات من الغابات في الجزائر خلال الأيام الأخيرة، ما تسبب في هلع وخوف لدى المواطنين، خاصة في الولايات ذات الكثافة الغابية كالشلف غربي البلاد، وسكيكدة وجيجل وبرج بوعريريج شرقي الجزائر، والبويرة وتيزي وزو قرب العاصمة الجزائرية.

وأتت الحرائق حتى الآن على أكثر من 13 ألف هكتار من الغابات، منذ منتصف شهر يوليو/تموز الجاري، بحسب ما أعلنت عنه هيئة الغابات. كما تسببت بأضرار في الثروة الحيوانية. وبالرغم من تدخل فرق الدفاع المدني في تلك المناطق إلا أن ألسنة اللهب أشعلت بسرعة عشرات الأشجار، ما أثار غضب السكان في تلك المناطق مع ارتفاع درجات الحرارة، ونقص إمكانيات إخماد الحرائق.

ووجهت "الاتحادية الجزائرية لعمال الغابات"، اتهاماتها لمن سمتهم "مافيا الفحم والغابات"، معتبرة أن تلك المافيات "تقف وراء حرائق الغابات المسجلة مؤخرا، للتمكن من الاستفادة من مشاريع استثمارية فوق هذه المساحات الغابية". وعبرت الاتحادية في بيان نشرته اليوم عن قلقها الشديد أمام تنامي الحرائق في الصيف، واصفة إياها بأنها "متعمدة وإجرامية وبفعل فاعل". وحذرت من أن استمرار الحرائق سيحدث كارثة إيكولوجية لها ارتدادات وخيمة على الثروة النباتية والحيوانية والإنسان".


وتفاعل الجزائريون مع هذه الحرائق، وأظهر كثيرون غضبهم عبر وسائل الإعلام، بسبب تواصل الحرائق وصعوبة إخماد بعضها. ولفت الناشط الحقوقي في مجال البيئة، نور الدين بن ساعد، إلى أن البيئة مسؤولية الجميع، معتبراً أن "الحرائق لها أسباب إنسانية وإن كان بعضها مفتعلا فهذا خطير جدا".



وقال بن ساعد لـ" العربي الجديد" من واجب الحكومة التدخل لإنقاذ البساط الأخضر في الجزائر، فهي رئة السكان والحيوان والنبات"، داعيا إلى استجواب وزير الفلاحة ووزيرة البيئة أيضا. ومن جانب آخر، شددت جمعيات حماية البيئة على ضرورة التدخل العاجل وتقديم تفسيرات حيال النيران المشتعلة في عدة ولايات جزائرية والتي تهدد الثروة الغابية.



وأشار رئيس جمعية أحباب البيئة بولاية جيجل عبد العالي بن عبد الرحمن، إلى "فرضية تشير إلى أن تجار الفحم وراء الحرائق"، موضحا لـ" العربي الجديد" أنه بات من الضروري تفعيل شرطة البيئة والغابات في الجزائر. وعبر عبد الرحمن عن ألمه واستيائه من هذه الحقائق والحرائق، مؤكدا أن "الغابات هي وجهة الجزائريين في الصيف في ظل الحرارة المرتفعة، فيما هي مصدر رزق للبعض بالنظر إلى أن العشرات من الهكتارات من الزيتون تم إتلافها بسبب النيران".


ولفتت حرائق الغابات اهتمام المواطنين، وأثارت غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، داعين إلى ضرورة التوعية بأهمية الحفاظ على الثروة الخضراء التي تتمتع بها الجزائر.
المساهمون