طفت الخلافات بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة إلى السطح، بعدما اتهم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنّه خطر على الاستيطان الإسرائيلي، فيما اندلع خلاف بين مندوبي الطرفين في مجلس الأمن، اليوم الأربعاء.
وحذّر نتنياهو، في جلسة مغلقة عقدها الأسبوع الماضي مع عدد من مستوطني عامونا، من احتمالات اتخاذ أوباما في الفترة المتبقية له في البيت الأبيض خطوة من جانب أحادي يسعى من خلالها لفرض إملاءات على إسرائيل.
وأضاف أنّ "هذه الإملاءات لا تقتصر على مسألة إخلاء مستوطنة عامونا غير القانونية، وإنما تطاول مجمل المستوطنات الإسرائيلية، وتهدد مجرد وجود هذه المستوطنات"، وفق ما ذكرته القناة الإسرائيلية الثانية، مساء اليوم.
وتأتي تحذيرات نتنياهو هذه استمراراً لتقارير مختلفة صدرت عن مقربين من نتنياهو حول توجس إسرائيل من احتمالات إطلاق الرئيس الأميركي، تحركاً سياسياً إقليمياً، أو امتناعه عن استخدام حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن تقدمه المجموعة العربية أو فرنسا لإلزام إسرائيل بالدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية.
وتزامن نشر هذا التقرير في القناة الثانية اليوم مع احتدام النقاش والخلاف بين الولايات المتحدة منذ الأسبوع الماضي، على خلفية مشاركة مدير منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، لحقوق الإنسان أمام مجلس الأمن وتقديمه تقريراً ضد حركة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية وضد استمرار الاحتلال.
واندلعت الخلاقات علنا بين المندوبين، أمام بقية مندوبي الدول الأعضاء، بعدما طالب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، منظمة الأمم المتحدة بوقف تمويل "بتسيلم"، مدعيّاً أنّ تمويل هذا المركز يشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية لإسرائيل.
في المقابل، دافع المندوب الأميركي، ديفيد بيرسمان، عن المنظمة المذكورة معرباً عن "شكرنا للمنظمات التي مثل مندوبون عنها الأسبوع الماضي أمام مجلس الأمن الدولي، "بتسيلم" وجمعية أصدقاء حركة السلام الآن، وشاطرونا بخبرتهم المهنية، تماماً مثلما نشكر منظمات غير حكومية أخرى من مناطق أخرى من العالم".
وأثارت هذه المشاركة سخطاً في إسرائيل جر حملة تحريض واسعة ضد منظمة "بتسيلم" ومديرها وضد ممثلي جمعية أصدقاء حركة السلام الآن. وقال نتنياهو إنّ هاتين المنظمتين تبثان الأكاذيب ضد إسرائيل.