وقال رئيس الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة، عزام الأحمد، لوكالة "معا" الفلسطينية، إن وفده أبلغ القيادة المصرية موافقته على الهدنة التي تدخل حيز التنفيذ عند الثامنة من صباح الثلاثاء.
كما كشف مصدر رسمي في الاستخبارات المصرية أن "وفد الفصائل الفلسطينية المجتمع بالقاهرة وافق على هدنة مؤقتة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة ابتداءً من الثامنة صباح الثلاثاء ولمدة 72 ساعة بعد اجتماع استمر 6 ساعات بين أعضاء الوفد ورئيس الاستخبارات العامة اللواء محمد فريد التهامي وممثلين لوزارة الخارجية المصرية".
وأوضحت مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية حالياً أن "أعضاء الوفد الفلسطيني اشترطوا لتنفيذ الهدنة التزاماً كاملاً من الجانب الإسرائيلي بوقف إطلاق النار، والمضي قدماً في جهود إعادة إعمار قطاع غزة بعد وقف النار عبر تبني مصر ودول أخرى إقامة مؤتمر دولي للمانحين".
وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الوفد الفلسطيني "تعهد بالعمل خلال فترة الهدنة على إيجاد أرضية مشتركة لتهدئة دائمة في القطاع". وأشارت المصادر نفسها إلى أن "المشهد الآن بات أكثر جاهزية لاستضافة القاهرة مفاوضات فلسطينية إسرائيلية خلال الأيام القليلة المقبلة حول تهدئة دائمة في غزة، ثم الانطلاق منها إلى مفاوضات مطولة حول القضية الفلسطينية ككل، وسبل دعم استقرار واستقلال دولة فلسطين".
ورجحت المصادر أن ترسل إسرائيل وفداً لحضور مفاوضات مع الجانب الفلسطيني يوم الثلاثاء أو الأربعاء، بعدما كانت ترفض حضور المفاوضات قبل قبول الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس بالمبادرة المصرية.
وفي السياق، قالت مصادر سياسية في القدس المحتلة إن تل أبيب "أيدت المبادرة المصرية، وأصرت على أن يكون وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة". وأضافت أن عملية تدمير الأنفاق "تنتهي اليوم (الاثنين)، لكننا مستعدون لاحتمال خرق وقف إطلاق النار"، ودعت المصادر سكان إسرائيل إلى "الحفاظ على اليقظة والحذر".وأوضحت "هآرتس" أن إسرائيل "وافقت على المسار المصري وتم إبلاغ الوزراء الأعضاء في الكابينيت بذلك". ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه "في حال نفذ وقف إطلاق النار، فلن تكون هناك حاجة لبقاء قوات إسرائيلية في القطاع". وأشارت إلى أن وفداً إسرائيلياً سيصل إلى القاهرة بالفعل في الأيام المقبلة للتفاوض بشأن وقف إطلاق نار لوقت طويل الأمد.
وكشفت المصادر عن أن المسؤولين المصريين يصرّون على نقطة مركزية، وهي ضرورة تخلي الوفد الفلسطيني عن مطلب فتح الميناء البحري للقطاع المحاصر، كذلك السماح بفتح مطار غزة المدمَّر، وذلك على قاعدة استعداد مصر لفتح معبر رفح. غير أن المصادر أشارت إلى تمسك الوفد الفلسطيني بهذين الشرطين اللذين يندرجان في خانة فكّ الحصار عن القطاع، وعدم وقف إطلاق النار قبل تحقيقهما.
وفي حين لفتت المصادر نفسها إلى أن المفاوضات صعبة مع المسؤولين المصريين، فقد كان واضحاً الإصرار المصري على وقف إطلاق نار لفترة زمنية، حتى قبل التوصل إلى اتفاق، وهو ما حصل بالفعل ليل الاثنين.