اتصالات إمارتية مصرية لاحتواء الغضب الأميركي من غارات ليبيا

27 اغسطس 2014
تحذيرات من التداعيات السلبية على العمال المصريين بليبيا(فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تصاعدت حدة الخلافات بين واشنطن من جهة، والقاهرة وأبو ظبي من جهة أخرى، على إثر إعلان وزارتي الدفاع (البنتاغون) والخارجية، أن الغارات الجوية التي تعرضت لها ليبيا، تقف وراءها كل من مصر والإمارات، قبل أن تتراجع وزارة الخارجية خطوة إلى الوراء، وتصدر بياناً آخر في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، تقول فيه إن التعليق بشأن ليبيا "كان يقصد به الإشارة إلى دول أفادت تقارير بأنها شاركت في العملية". ويقول مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة لـ"العربي الجديد"، إنه أعقبت البيان الأول، لوزارة الخارجية الأميركية، سلسلة من الاتصالات بين أبو ظبي وواشنطن، انتهت إلى إصدار بيان التراجع. ويؤكد المصدر أن الإمارات، وتحديداً وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان، أجرى اتصالات بوزير الخارجية الأميركي جون كيري، طالبه فيها بضرورة تصحيح الموقف، بعدما وضع بيان الخارجية الأول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مأزق، ولا سيّما بعد نفيه، شخصياً، الأمر، خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف المصرية قبل أيام.

ويكشف المصدر نفسه، أن "القاهرة لوّحت بنشر معلومات استخباراية حول تواجد عناصر عسكرية أميركية في ليبيا، قامت خلال الأيام الماضية بعمليات نوعية على الأراضي الليبية، من دون أن يوضح طبيعة هذه العمليات".

ويؤكد المصدر الدبلوماسي العربي، أن من نفذ الهجمات كانت طائرات إماراتية، بمساعدة استخباراية وقواعد جوية مصرية. يأتي هذا في الوقت الذي نفت فيه مصر، رسمياً، شن الغارات الجوية. بينما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، إن "هذه المزاعم روجها إسلاميون معادون" لبلاده.

وترى رئيسة تحرير" نشرة الإصلاح العربي" في"مؤسسة كارنيجي للسلام"، ميشيل دن، أن "العمليات الحربية التي شهدتها ليبيا، وفي مقدمتها الغارات الجوية الأخيرة، تصب جميعها في هدف واحد، هو تقويض نفوذ الإسلاميين، وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين" المؤيدين لـ"قوات فجر ليبيا".

وتتساءل دن، "كيف يقدم النظام المصري تحديداً على هذه الخطوة، ولا سيما أنها تمثل مخاطر بالغة على مواطنيه العاملين في ليبيا، والذين سيكونون مستهدفين من الليبيين الغاضبين؟".

وفي سياق ردود الأفعال السياسية المصرية، دان خبراء وسياسيون مصريون العدوان العسكري المصري الإماراتي المشترك ضد ليبيا.

ويقول السفير، إبراهيم يسري إنه من غير المستبعد أن نشهد تدخلاً عسكرياً في ليبيا من قبل الجيش المصري والإمارات، مع وجود حلف إقليمي عربي بمباركة قوى دولية. ويضيف يسري أن التدخل العسكري في ليبيا له عواقب كارثية بالنسبة لمصر، معتبراً أن هناك أزمة أكبر من فكرة التدخل، تتمثل بتهميش دور جامعة الدول العربية.

ويتساءل يسري، في حديث لـ"العربي الجديد"، "كيف يجلس الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) ليناقش ما يحدث في ليبيا، في ظل تدخل عسكري، بدل العمل بموجب ميثاق الدفاع المشترك للجامعة؟". ولم يستبعد يسري تواجد قوات مصرية تقوم بعمليات عسكرية خلف خطوط المجموعات المسلحة في ليبيا، وتعاود طريقها إلى مصر مرة أخرى.

وكان ما يسمى "المجلس الثوري الليبي"، أعلن أول من أمس، عن اعتقال عدد من الجنود المصريين، كانوا يشاركون في عمليات عسكرية بجانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وأشار إلى أنه سيعلن عن تفاصيل أكثر عنهم عبر شاشات التلفزيون، خلال الفترة المقبلة.

بدوره، يؤكد الخبير العسكري، اللواء عادل سليمان، لـ"العربي الجديد" أن أي تدخل مصري في ليبيا سواء بقوات برية على الأرض أو من خلال الطائرات سيضر في مصر تماماً. كما يلفت إلى أن  أي تدخل عربي في ليبيا لفرض السيطرة على المجموعات المسلحة، سيفشل، سواء أكان تدخلاً برياً أو من خلال الطائرات الحربية وقصف مواقع تابعة للثوار أو العناصر المسلحة الإسلامية.

المساهمون