اتسعت الاحتجاجات الشعبية، المتضامنة مع الأسرى المحررين بصفقة "وفاء الأحرار" المقطوعة رواتبهم، منذ مطلع الشهر الماضي، حيث شهدت، اليوم الخميس، خيمة التضامن مع أولئك الأسرى، وقفة احتجاجية نظمتها القوى الوطنية والإسلامية، وعائلات من الأسرى في سجون الاحتلال.
وشارك في الوقفة نحو 20 فلسطينيا، بينهم شخصيات فلسطينية، ورفعوا خلالها لافتات تطالب بضرورة إعادة رواتب الأسرى، وعدم المساس بها.
وشدد منسق القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، عصام بكر، في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، على أنه لا يمكن الاستمرار بقبول المساس بهذه الشريحة المناضلة، التي أمضت سنين عمرها داخل سجون الاحتلال، وإنما يجب احتضانها، وليس قطع رواتبها.
ولفت بكر إلى وجود تحركات على أكثر من جهة، ولدى كافة المستويات السياسية، من أجل وقف هذا القرار وإعادة الرواتب للأسرى بشكل فوري، الذين هم أبناء الحركة الوطنية، مشيراً إلى أن القوى الوطنية والإسلامية، ستدعو إلى مزيد من المسيرات والفعاليات، لحين الاستجابة لمطالب أولئك الأسرى.
وأكد أنه لا توجد أي جهة تتبنى إصدار هذا القرار، حيث تم التواصل مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والدوائر في الحكومة الفلسطينية وكذلك وزارة المالية، بهذا الشأن، من أجل إعادة رواتبهم المكفولة بالقانون، وأن قطعها يشكل خروجا على القانون.
وخلال كلمة له في الوقفة الاحتجاجية، قال عصام بكر، إن "الخضوع للابتزاز الأميركي والإسرائيلي، تراجع خطير، ويجب أن يكون في سلّم القيادة الفلسطينية لتتخذ استراتيجية واضحة لمواجهة هذا الظلم الإسرائيلي، وليس العودة للمفاوضات التي جربت، ولم يكن معها إلا التطهير العرقي وعمليات القتل والاستيطان".
وطالب القيادة الفلسطينية باتخاذ التدابير والخطوات الملموسة، لمعالجة هذه القضية بشكل واضح، وأن تعيد الكرامة للأسرى، ولا يمكن أن تبقى عائلاتهم تحت العوز والتسول، فهم يجب أن يحظوا بكل الرعاية والدعم.
بدوره، قال منصور شماسنة، الأسير المحرر بصفقة "وفاء الأحرار"، وأحد الأسرى المقطوعة رواتبهم، لـ"العربي الجديد"، إن "المطلوب تواصل الاحتجاجات وخلق رأي عام حول قضيتنا. وإن هذه الوقفة مهمة جدا، إذ تأتي في سياق الاحتجاجات والإصرار على الحصول على حقوقنا المسلوبة والتي خرجت من دائرة الأسرى إلى دائرة القوى الوطنية والإسلامية، لذا على الجميع أن يناصر الأسرى، لأنهم فصل من فصول الرواية الفلسطينية العادلة، وتعزيز صمودهم من تعزيز صمود الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن أسرى الصفقة مستمرون في احتجاجاتهم حتى يعود لهم قوت عائلاتهم.
وخلال الوقفة، قال شماسنة "من اتخذ قرار قطع رواتبنا لأجل معالجة الانقسام، هو أحدث بدلا من ذلك انقسامات عدة"، وأضاف "كنا داخل السجون حينما حدث الانقسام وأصدرنا وثيقة الوفاق الوطني لكي تنقذكم من انقسامكم، ولم تنتفعوا بتلك الوثيقة، ونحن كنا قبل مجيء السلطة الفلسطينية وكنا جسورا فعبرتمونا. ولطالما تغنيتم ببطولاتنا واليوم تطعنونا في ظهورنا وتجرّمونا، وتقولون لنا إنها ضغوطات دولية علينا، فأي ضغوطات تخضعون لها على حساب قوت الأطفال؟".
وشدد على أنه "من المفارقات أننا لم نذهب إلى أي من المسؤولين إلا وأخبرنا بأن الحق معكم ولا يجوز قطع رواتبكم والمسّ بكرامتكم، ولكنه على أرض الواقع لا يوجد تنفيذ".
كذلك، أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عمر شحادة، لـ"العربي الجديد"، أن اللجوء إلى استخدام لقمة العيش، أداة من أدوات الصراع على الساحة الفلسطينية الداخلية، يقوض على المدى البعيد الحقوق الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، ويسهل الطريق للادعاءات الصهيونية واليمينية المتطرفة، التي تسعى إلى دمج المقاومة بالإرهاب العالمي".
ومنذ الثامن عشر من الشهر الماضي، بدأ 16 من الأسرى المحررون بصفقة "وفاء الأحرار" اعتصامهم أمام مقر الحكومة الفلسطينية، إلى أن تم فض اعتصامهم من قبل الأمن الفلسطيني، فجر يوم العيد، ونقلوا اعتصامهم بعد ذلك إلى ميدان الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله. وانضمت لهم بعد ذلك الأسيرة المحررة بالصفقة هنية ناصر، وذلك للمطالبة بإعادة رواتب 277 أسيرا محررا أفرج عنهم بصفقة "وفاء الأحرار"، من بينهم الأسيرة المحررة هنية ناصر، ومن بين أولئك الأسرى المحررين بالصفقة والمقطوعة رواتبهم، 55 أسيرا داخل سجون الاحتلال، و30 أسيرا محرراً، هم خارج سجون الاحتلال، والبقية مبعدون إلى غزة وخارج الأراضي الفلسطينية.