اتجاه فرنسي لدعم حفتر بأسلحة نوعية لنقل المعركة إلى داخل طرابلس

16 ابريل 2019
انزعاج أميركي من إمكانية تسرب أسلحة متطورة(Getty)
+ الخط -
كشف دبلوماسي ليبي مقرب من وزارة خارجية حكومة الوفاق النقاب عن انزعاج أميركي من إمكانية تسرب أسلحة متطورة لأطراف القتال في طرابلس بعد عودة تصاعد الخلافات الفرنسية الإيطالية، المتزامنة مع اندلاع قتال حول العاصمة إثر إطلاق اللواء خليفة حفتر حملة عسكرية للسيطرة عليها في الرابع من إبريل/ نيسان الجاري.

وأكد الدبلوماسي الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، أن التحذير الأميركي جاء بعد ثبوت نية فرنسا منح حفتر أسلحة نوعية جديدة لترجيح كفته في معركته الحالية في طرابلس، وعزم حفتر على نقل المعركة إلى داخل العاصمة.

وكانت وسائل إعلام تونسية قد تحدثت عن منع السلطات التونسية دخول سيارة تحمل لوحة ليبية ("بعثات دبلوماسية") على متنها فرنسيون قبل تسليم أسلحتهم التي كانت بحوزتهم، فيما قالت صحف ليبية إن الفرنسيين هم خبراء عسكريون كانوا برفقة قوات حفتر التي تهاجم العاصمة.

لكن الدبلوماسي الليبي قال إن الفرنسيين وعددهم ثمانية "كانوا في إطار إعداد كوادر ليبية من قوات حفتر للتعامل مع أسلحة نوعية جديدة بطلب من حفتر"، مؤكدا أنهم "قدموا تدريبا لعناصر من نخبة قوات حفتر للتعامل مع هذه الأسلحة".

وأكد الدبلوماسي الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن مخاوف واشنطن تتجلى بامتلاك حفتر لتلك الأسلحة، "وهي قناصات متطورة مزودة بمناظير ليلية ورشاشات فرنسية قريبة الاستخدام من رشاشات بي كي تي الروسية واسعة الاستخدام بين المقاتلين الليبيين"، مؤكدا أن المخاوف تشير أيضا إلى عزم حفتر على "تحويل الحرب إلى داخل العاصمة، فنوع تلك الأسلحة يستخدم كثيرا في حروب الشوارع".

الدبلوماسي الذي أكد خسارة حفتر لحربه، لفت أيضاً إلى أن حفتر لن يتراجع وليس أمام داعميه الدوليين والإقليميين سوى تقديم الدعم له بعد تورطه، وقال "يمكن لحفتر تثوير بعض الخلايا داخل طرابلس، كما أنه لا يزال يمتلك قوات في أجزاء من جنوب شرق المدينة، وإذا تمكن من إيصال تلك الأسلحة إليهم، فذلك يعني إعادة سيناريو بنغازي في طرابلس تماما، وهو ما تخشاه كثير من الدول".

ولفت المصدر نفسه إلى أن إيطاليا باتت هي الأخرى تصعد من لجهتها وشارفت على التصريح بأنها تقف إلى جانب حكومة الوفاق مقابل وقوف فرنسا إلى جانب حفتر.


وتمتلك حكومة الوفاق علاقات جيدة مع روما التي لا تخفي دعمها لحكومة الوفاق في إطار الاعتراف الدولي بها، فقد استقبلت، يوم أمس الاثنين، نائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد امعيتيق، الذي أكد له رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، وقوف بلاده ضد أي تدخل خارجي في الشأن الليبي.

 لكن وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، قالت في الوقت ذاته إن بلادها "تتابع نفي فرنسا على المستوى الدولي علمها المسبق بالهجوم على طرابلس"، مؤكدة أن "فرنسا لو كانت متورطة أكثر مما يبدو، فلا يمكنها الرجوع دون أن تفقد ماء وجهها".

سيناريوهات التدخل الفرنسي الإيطالي

لكن الدبلوماسي الليبي أشار إلى أن التصعيد المحتمل من قبل الدولتين سيحمل عدة سيناريوهات، منها تدخل خارجي وبالتالي ليس من السهل إقناع أي منهما بالتراجع، أو وقوع البلاد في حرب بالوكالة ستتسع لتشمل معظم مدن البلاد.

وفي هذا السياق، طالب رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاياني، حكومتي فرنسا وإيطاليا بـ"الكف عن لي الذراع"، وضرورة "التوصل إلى حل بينهما بشأن ليبيا لدعم استقرارها".

وحذر تاياني من استمرار التنافس الفرنسي الإيطالي، قائلاً، بحسب وكالة آكي الإيطالية: "عندها لن يكون سوى القتلى والمهاجرين الذين ستضغط عليهم الحرب للهرب إلى شواطئنا"، مطالبا بضرورة "سعي أوروبي لوقف التنافس الإيطالي الفرنسي"، مهتما فرنسا بارتكاب الكثير من الأخطاء.

وحتى الآن لا تعترف أي من الدول التي تقدم الدعم السياسي لحفتر بتقديمها لدعم عسكري لحربه الحالية حول طرابلس، وسط تباين في لهجة تصريحات قادتها أخيرا.

ورغم تأكيد مصر وفرنسا وروسيا والإمارات، في بيانات منفصلة، على رفض الحل العسكري وضرورة العودة للعملية السياسية لإيجاد حلول للأزمة في البلاد، إلا أنها لا تخفي ميلها لدعم تحرك حفتر باتجاه العاصمة.