ائتلاف المالكي يدعو إلى انتخابات مبكرة وتقليص البرلمان

12 سبتمبر 2015
مساعٍ لإسقاط حكومة العبادي (Getty)
+ الخط -
دعا حزب الدعوة العراقي بزعامة، نوري المالكي، اليوم السبت، إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتقليص عدد أعضاء البرلمان ‏في أول دعوة علنية يوجهها الحزب بعد الخلافات الحادة التي تضرب أطراف الحكومة العراقية والتحالف الشيعي الحاكم بالبلاد.‏


وشدد رئيس كتلة حزب الدعوة في البرلمان، خلف عبدالصمد، في بيان صدر، اليوم، على ضرورة تعديل قانون الانتخابات تمهيداً ‏لإجراء انتخابات مبكرة وفقاً لشروط وضوابط تتماشى مع رأي الشارع العراقي، وأهمها تقليص عدد أعضاء البرلمان إلى نصف ‏العدد الحالي، وألا يتم قبول الأعضاء الذين لا يحملون شهادة البكالوريوس على الأقل، مبيناً أن هذه الدعوة جاءت ملبية لمطالب ‏الشعب العراقي الذي يريد تغيير الواقع السياسي، خصوصاً فيما يتعلق برواتب النواب والوزراء.‏

وأكد عبدالصمد أن عضو البرلمان الجديد يجب أن يتمتع بخبرة سياسية لا تقل عن خمس سنوات وألا يقل عمره عن 40 عاماً، ‏وأن يستلم مرتب يعادل مرتبه في وظيفته السابقة، وإن لم يكن موظفا فإن مرتبه يكون مساويا لأقرانه، مبينا أن انتخاب ‏المحافظين يجب ان يكون بالاقتراع السري المباشر وليس عن طريق مجلس المحافظة كي لا يتحكم المجلس بالمحافظ ويحكم ‏عمله.‏

وفي سياق متصل، كشف مصدر مطلع في التحالف الوطني لـ "العربي الجديد" عن وجود مخططات لبعض السياسيين الذين ‏تضرروا من الاصلاحات تحاول اعاقة الاجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء حيدر العبادي، مبيناً أن الأيام المقبلة ستشهد طرح ‏قوانين واقتراح تعديلات تعيق عجلة الإصلاح وتربك حركة التغيير في الحكومة والبرلمان.‏

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن بعض الجهات تخشى من عدم المرجعية الدينية والتأييد الشعبي ‏لإصلاحات العبادي، مؤكداً أنها بذلت جهوداً كبيرة واستعانت بجهود دول خارجية في سبيل إيقافها.‏

وقال رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، إن الإصلاحات الإدارية والسياسية التي أطلقها العبادي ليست جديدة، لكنها ‏طرحت اليوم بشكل أكبر جدية، مؤكداً، في وقت سابق، أن الإصلاحات واجهت ثلاث مشاكل رئيسية في السنوات الماضية هي ‏الطائفية والإرهاب والتدخل الخارجي.‏

وأوضح أن التظاهرات التي شهدتها بغداد ومدن أخرى، خلال الأسابيع الماضية، خرجت للمطالبة بتحسين الخدمات العامة، لكن ‏بعض الأطراف حاولت إظهارها على أنها موجهة ضد النظام الحالي، نافياً وجود أي خلاف بينه وبين العبادي، واعتبر ذلك ‏إشاعة لإثارة الفرقة بين أبناء المجتمع العراقي.‏

بخلاف ذلك يرى المحلل السياسي، حسين العاني، وجود خلاف عميق بين العبادي والمالكي بسبب معارضة الأخير الإصلاحات ‏الحكومية التي أقالته وألغت منصبه، مبيناً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن دعوة كتلة حزب الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة ‏تشير إلى رغبة ائتلاف المالكي في حل البرلمان الحالي وتقليصه وإنهاء وجود الحكومة الحالية، في محاولة للعودة إلى الحكم بعد ‏الانتخابات الجديدة.‏

ولفت العاني إلى أن دعوة أنصار المالكي إلى تغيير قانون الانتخابات تشير إلى وجود نية مبيتة للتلاعب بنتائج أيّ انتخابات ‏مقبلة وتزويرها لصالح جهات معينة، كما حدث في الانتخابات السابقة، التي حصلت فيها بعض الجهات السياسية على مئات ‏الآلاف من الأصوات على الرغم من فشلها في إدارة الدولة العراقية لثمان سنوات ماضية.‏

اقرأ أيضاً: "انسحاب طارئ" للعبادي يرجئ جلسة برلمانية لمناقشة الإصلاحات