يعيد كشف السلطات الأمنية الإيطالية عن "ترسانة أسلحة" لدى معسكر اليمين القومي المتطرف، الفاشيين الجدد، في شمال البلد، تسليط الضوء مجددا على خطورة ما يجري في إيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، من تطورات التوجه الفاشي في التسلح، ونسج علاقات عابرة للحدود تصل إلى حد العلاقة مع الانفصاليين الروس في أوكرانيا، بحسب ما رشح من الصحافة الإيطالية اليوم الثلاثاء.
وبحسب الشرطة الإيطالية، فإن حملتها الأمنية أمس الاثنين أدت إلى مصادرة كم كبير من الأسلحة، بينها صاروخ "جو-جو".
وأفادت صحيفة "لاريبوبليكا" اليوم الثلاثاء بأن من بين ما جرى مصادرته "26 مسدسا وبندقية وحراب، وبعض قطع سلاح، وكواتم صوت، ونحو 800 مقذوف".
وبالرغم من أن الشرطة، على لسان مديرها في تورينو، جيسبي دي ماتييس، تقول إنها غير متأكدة من الأهداف التي كان ينوي مالكو هذه الأسلحة استخدامها ضدها، إلا أنها "تملك فكرة، ولكننا لا نريد الدخول في تخمينات"، بحسب دي ماتييس.
الصحافة الإيطالية، ومنها "لاستامبا"، ذكرت أن بعض هذه الأسلحة من صناعات أوروبية وأميركية.
وسجلت هذه الصحافة ملاحظتها بأن بعض المعتقلين بالتزامن مع الحملة الأمنية "شاركوا في القتال في صفوف المتمردين الأوكرانيين المؤيدين لروسيا". وتلك الملاحظة تعيد إلى الواجهة مجددا علاقة بعض أطراف معسكر اليمين المتطرف والحركة الفاشية في العديد من الدول الأوروبية بدوائر روسية، والحركة المتطرفة في موسكو، التي بدأت خلال الأعوام الماضية.
ومنذ وصول اليمين المتطرف في حزبي "الرابطة" و"النجوم الخمس"، من خلال الثنائي ماتيو سالفيني ولويجي دي مايو، بعد انتخابات مارس/آذار 2018، وإيطاليا تعيش أجواء مختلفة فيما خص بيئة الفاشية الجديدة.
ووفقا لكثير من الكتاب والصحافيين الإيطاليين، فإن فترة حكم سالفيني، كوزير للداخلية ونائب لرئيس الوزراء، المتشددة عمليا ولفظيا تجاه المهاجرين ومواطنين من "الغجر"، وفئات أخرى في جنوب البلد، خلقت أجواء تجعل من الحركات الفاشية تتجرأ أكثر على خطاب عنصري وممارسة العنف في الشارع. فسالفيني بنفسه اقتبس أكثر من مرة أيضا شعارات فاشية قالها الزعيم الفاشي الإيطالي بينيتو موسيليني، من مثل "العديد من الأعداء، شرف كبير". بل وصل الأمر بالرجل في إبريل/ نيسان الماضي إلى إعلانه عدم مشاركته في "احتفالات 25 إبريل"، وهو اليوم الذي أعلن فيه عن تحرير إيطاليا من الفاشية.
وبالرغم من أنه منذ عام 1946 والفاشيون ممنوع عليهم تأسيس حزب خاص بهم، إلا أن بيئة السياسة الإيطالية في السنوات الأخيرة أصبحت مواتية لتحقيق بعضهم، مثل حزب "إخوة إيطاليا"، نسبا معينة في الانتخابات التي قادت إلى حكومة يمين ويمين متطرف في روما.
هذا بالإضافة إلى حصول مجموعتي "فورزا نوفا" (القوة الجديدة) و"كاسا بوند" على مساحة أكبر للتحرك والتعبير العلني عن ارتباطهما بالماضي الفاشي للبلد.
وشاركت المجموعات الفاشية في التحريض على العنف ضد مهاجرين أفارقة، ما أدى في العام الماضي إلى قيام الشاب لوكا ترياني بإطلاق النار على كل من صادفهم من الأفارقة.
وأعادت "لاستامبا" في تقرير لها مساء أمس الاثنين، تحت عنوان"هتلر والصليب المعقوف والكراهية: الخيط الأسود الرابط بين الفاشية الجديدة والمرتزقة الروس"، إلى حالة التنسيق بين الفاشية الايطالية، وبالأخص في "فورزا نوفا"، ومتطرفي روسيا، "ما يثير الكثير من القلق".