إيران تنشر قواتها على الحدود مع العراق

17 يناير 2015
الانتشار شمل محافظة ديالى فقط (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن مسؤولون محليون، وضباط بالجيش العراقي، اليوم السبت، عن انتشار قوات إيرانية على طول الحدود الشرقية للعراق، المحاذية لمحافظة ديالى، مؤكدين أنّ القوات دخلت "الشريط الحرام" بين البلدين الذي أقر في العام 1988، عقب الحرب العراقية الإيرانية.

وأوضح المقدم محمد حسن ناجي، معاون آمر اللواء الثاني بقوات حرس الحدود، المتواجدة على أطراف مدينة شهربان الحدودية مع إيران، في اتصالٍ هاتفي مع "العربي الجديد"، أنّ قوات إيرانية وصلت فجر اليوم بأعدادٍ كبيرة، وانتشرت على طول الحدود، وبنحو 50 كم مع العراق، وهي مجهّزة بمدافع متوسطة وثقيلة.

كما أشار إلى أنّ" تلك القوات دخلت الشريط الحرام بين البلدين، والبالغ 1500 متر عرضاً، ويمتد على طول الحدود بين البلدين، وتمركزت هناك وحفرت مواضع وأقامت خياما لها في المنطقة".

وفي هذا السياق، لفت إلى أنّ "الانتشار شمل محافظة ديالى فقط التي يسيطر تنظيم "داعش" على مدن قريبة من الحدود الإيرانية، حيث تمّ التأكد من أمراء وقادة الجيش في المحافظات الحدودية الأخرى، وأكدوا أنّه لا تحرّك إيراني على الحدود الجنوبية مع العراق".

ويمثّل "الشريط الحرام" بين البلدين، أحد الشروط التي وافقت عليها إيران عقب هزيمتها في حرب الثماني سنوات مع العراق، وتوقيعها جملة من التعهدات، التي أفضت لوقف إطلاق النار بين البلدين، في الثامن من آب/أغسطس عام 1988.

بدوره، قال عضو مجلس مدينة شهربان خالد البياتي، لـ"العربي الجديد" إن الانتشار الإيراني، أتى بسبب نشاط واضح لخلايا مسلّحة تابعة لتنظيم "داعش"، لكنه مبالغ به إلى حد كبير".

وأوضح أنّها "المرة الأولى التي تحشد فيها إيران هذا العدد من الجنود على طول حدودها مع ديالى، ولا نعرف نواياها"، مبدياً قلقه من أن "تكون تلك القوات بمثابة عامل جذب لـ"داعش"، وتستخدمها حجةً لمواصلة انتشارها في المنطقة، مستغلةً معادات العشائر السنية لإيران".

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" اليوم السبت عن قائد الوحدة 33 بالجيش الإيراني محسن آذر أفروز، قوله إنّه "بعد بدء تحركات "داعش" نحو الحدود الإيرانية، استقرّت الوحدة 33 للمدفعية في محافظة كردستان الإيرانية، لتغطي جميع محافظات المنطقة الغربية، التي تشمل كرمنشاه وعيلام وكردستان".

ووفقا لآذر أفروز، فإن 'الوحدة 33 للمدفعية كانت تنتشر في طهران منذ انتهاء الحرب العراقية -الإيرانية عام 1988، ولكن الحاجة اقتضت الآن إعادتها إلى هناك". وأوضح أنّ "احتلال الموصل التي كانت بمثابة خط اتصال إيران بسورية، بيّن أن "داعش" يريد استهداف إيران".

كما أكد أنّه "عندما كان "داعش" على مسافة 48 كيلومترا من الحدود الإيرانية، كنا على وشك الهجوم ضد التنظيم، حتى إننا نصبنا بطاريات الصواريخ لاستهدافه".

وفي وقتٍ لم يصدر عن الحكومة العراقية أي تعليق حول التطورات على الحدود بين البلدين، حذّر مراقبون من استغلال إيران لذريعة "داعش" في كسر الحدود واستباحة مناطق عراقية.

وقال الخبير بالشأن العراقي، الدكتور عبد الناصر الحيالي لـ"العربي الجديد" إن" إيران وجميع الدول، باشرت بتحقيق مصالحها وأهدافها بالعراق، عبر خيمة "داعش"، والوضع العراقي ينذر بتعقيد أكثر، وقد نرى تدخلًا إيرانيًا برياً واسعاً بالعراق، بشكل مفاجئ بحجة "داعش" ومبدأ الدفاع عن النفس".

وشدّد على أنّه يجب على التحالف الدولي التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي، لتشريع قانون ملزم، يمنع أي تحرك ضد الإرهاب، من دون غطاء قانوني دولي في العراق لضبط الأوضاع بالبلاد.