أفادت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية، اليوم الأحد، بأن السلطات الإيرانية أطلقت سراح الناشطات المحتجات على حظر حضور النساء لمباريات كرة القدم، واللواتي يعرفن في إيران بـ"فتيات آزادي"، وآزادي تعني باللغة الفارسية "الحرية"، وهي اسم استاد طهران الكبير.
وسبق لعدد من الناشطات أن تنكرن بهيئات الرجال للتمكن من دخول استاد لحضور مباريات كرة القدم عن قرب.
ولم تشر الوكالة إلى موعد إطلاق سراح الناشطات، لكن الباحثة الإيرانية، تارا سبهري فر، كتبت اليوم الأحد في تغريدة على "تويتر" أن عملية الإفراج عنهن تمت مساء أمس السبت بكفالة مالية.
وقالت الباحثة الإيرانية إن الناشطات هن فروغ علايي، وزهراء خوش نواز، وليلى ملكي، وهدبة مروستي، مضيفة أن مصادر تحدثت عن أن المعتقلات كن ست ناشطات وأفرج عنهن جميعاً.
وأشهر الناشطات المصورة الصحافية في صحيفة "دنياي اقتصاد" فروغ علايي، الفائزة بجائزة "وورلد برس فوتو"، والمصورة الصحافية والممثلة المسرحية زهراء خوشنواز.
واعتقلت السلطات الإيرانية الفتيات، الإثنين الماضي، وأودعتهن سجن "قرجك" الخاص بالنساء بالقرب من العاصمة طهران، لدخولهن الملاعب، متنكرات بهيئات الرجال وبسبب نشاطاتهن الرامية إلى فتح أبواب الاستادات أمام النساء الإيرانيات.
ولا يوجد نص قانوني في إيران، يحظر دخول النساء ملاعب كرة القدم، إلا أن بعض المرجعيات الدينية تعارض ذلك، أبرزها المرجع الديني الشيخ مكارم شيرازي.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد طالب الحكومة الإيرانية عدة مرات بفتح الملاعب أمام النساء الراغبات بمشاهدة مباريات كرة القدم عن قرب.
وسبق أن سمحت إيران خلال عام 2018 لعدد محدود من النساء بالدخول إلى ملعب "آزادي" الشهير، لمتابعة إحدى المباريات، ما أثار اعتراض أوساط دينية، وأدى ذلك إلى إحباط محاولات السماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم لاحقاً.
وبذل الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، جهودا في هذا الصدد، لكنه لم يفلح في ذلك. كما وعد الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال حملته الانتخابية عام 2013 بفتح الملاعب أمام النساء لكن جهوده أيضا لم تتكلل بالنجاح لوجود معارضة قوية في أوساط دينية.
وكانت "هيومن رايتس ووتش" قد دعت الحكومة الإيرانية أمس السبت، لإطلاق سراح الناشطات المحتجزات، معتبرة في تقرير أن حظر دخول النساء ملاعب كرة القدم، هو انتهاك واضح لقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ونظامه الأساسي إضافة إلى سياسة حقوق الإنسان.
وتنص المادة 4 من النظام الأساسي لـ"فيفا" على أن التمييز ضد المرأة "محظور تمامًا ويعاقب عليه بالتعليق أو الطرد." وفي يونيو/حزيران الماضي، حذر رئيس فيفا، جياني إنفانتينو، الاتحاد الإيراني لكرة القدم من مواجهة عقوبات في حال عدم اتخاذ خطوات ملموسة للسماح للنساء بحضور المباريات في الملاعب.
وقالت مديرة المبادرات العالمية في "هيومن رايتس ووتش"، مينكي ووردن: "لا ينبغي أن تقضي المرأة الإيرانية ثانيةً في السجن لأن السلطات تتهمها بمحاولة سلمية لتحدي حظر مثير للسخرية يحرم النساء والفتيات من حقوق متساوية في حضور مباراة كرة قدم"، مضيفة "يجب على إيران إطلاق سراح النساء فوراً ودون قيد أو شرط، ورفع الحظر التمييزي على النساء اللائي يحضرن المباريات الرياضية".
وأشار التقرير إلى أن النساء والفتيات اللواتي يرغبن في حضور مباريات كرة القدم الكبرى في إيران كان عليهن منذ فترة طويلة أن يتنكرن كرجال وفتيان، لممارسة هذا الحق بسلام وإحباط الحظر. كما نشر العديد منهن مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار تحديهن للحظر.