وأضافت الوكالة أنّ القمر "نور 1" وُضع "بنجاح" في المدار على بعد 425 كيلومتراً عن الأرض، مشيرة إلى أنّ عملية الإطلاق تمت في صحراء "كوير" في البلاد عبر صاروخ "قاصد" في مرحلتين.
واعتبر موقع الحرس، أن هذه الخطوة "إنجاز كبير وتحول حديث في مجال الفضاء".
وفي تعليقه على إطلاق القمر "نور 1"، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إنّ مهمة القمر لا تقتصر على "القضايا الدفاعية والعسكرية"، مشيراً إلى أنها "متعددة الأغراض سواء في مجال جمع المعلومات والصور أو المعارك الاستخباراتية".
وأكد سلامي أن القمر العسكري "له قيمة استراتيجية" لبلاده، قائلاً إن الحرس "حقق بذلك قفزة في تحصيل المعلومات الاستراتيجية الدفاعية"، مضيفاً أن القمر "سيشكل أرضية قوية للحرس في الحروب المعلوماتية".
وأشار قائد "الحرس الثوري" الإيراني إلى أن "رسالة هذا الإنجاز المهم أن العقوبات لم تشكل عقبة في مسيرتنا"، بحسب تعبيره.
من جهته، اعتبر أمير علي حاجي زادة قائد القوات الجوفضائية، التابعة للحرس الثوري، أن "الوجود في الفضاء ليس اختياراً بل إلزام وضرورة"، مشيراً إلى أن قواته استخدمت وقوداً سائلاً وصلباً في محركات حامل القمر إلى الفضاء.
ويأتي إطلاق "نور 1"، بعدما فشلت إيران، في فبراير/ شباط الماضي، بإيصال قمر "ظفر" المدني الصناعي إلى المدار بالفضاء، بعد إطلاقه من موقع "الإمام الخميني" الفضائي وسط البلاد.
وعزت وزارة الدفاع الإيرانية فشل العملية آنذاك، إلى أنّ "السرعة لم تكن كافية" للصاروخ الحامل للقمر، إلا أنها اعتبرت أن "إطلاق القمر حدث بنجاح".
وتواجه إيران انتقادات غربية متزايدة لبرنامجها الفضائي، لكنها بخطوتها اليوم أكدت عزمها المضي قدماً في تطوير هذا البرنامج والصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية إلى الفضاء.
وتتهم واشنطن وعواصم غربية، طهران، باستغلال هذا البرنامج لتطوير صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
وخلال فبراير/ شباط الماضي، اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إيران، بالسعي لتطوير برنامجها الصاروخي البالستي من خلال عمليات إطلاق الأقمار الصناعية، داعياً إلى "عدم السماح لإيران بتهديد أعدائها والاستقرار الإقليمي".
وفي الشهر نفسه، اتخذت الحكومة الفرنسية، الموقف ذاته، بعد إطلاق طهران القمر "ظفر"، معتبرة على لسان الناطقة باسم الخارجية أنييس فون دير مول، أنّ عملية الإطلاق تتعارض مع التزامات طهران الدولية، بسبب استخدام تقنيات مرتبطة بصواريخ بالستية، خصوصاً تلك العابرة للقارات، بحسب تعبيرها.
إلا أن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، رد على هذه الاتهامات بالقول إن ما يُحظر على بلاده العمل عليه وصناعته في المجال الصاروخي، هو "إنتاج صواريخ تحمل رؤوساً نووية"، مؤكداً أنّ "الجمهورية الإسلامية لا تسعى لذلك".