وكشف عن ذلك سعيد أكبري، عضو مجلس إدارة شركة المطارات والأسطول الجوي الإيرانية، قائلا إن العدد الإجمالي للطائرات التي كانت تعبر الأجواء الإيرانية قبل تفشي كورونا كان 700 طائرة أجنبية يوميا، إلا أنه تراجع إلى 110 طائرات.
وأضاف أكبري، وفقا لوكالة "مهر" الإيرانية، أن أكبر عدد سُجّل لعبور الطائرات الأجنبية الأجواء الإيرانية منذ تفشي كورونا في إيران يوم 19 فبراير/شباط الماضي، بلغ 117 طائرة، مشيرا إلى أن 900 إلى 1000 طائرة كانت تستخدم هذه الأجواء يومياً خلال الفترة نفسها من العام المنصرم، قبل أن تتراجع الرحلات إلى 700 خلال الأشهر الأخيرة بسبب تصاعد التوترات في المنطقة.
وأكد المسؤول الإيراني أن فيروس كورونا الجديد وضع الصناعة الجوية الإيرانية أمام "تحد كبير"، مشيرا إلى أن موازنة شركة المطارات والأسطول الجوي الإيراني "ليست من الحكومة بل تتوقف على العوائد التي تجنيها من عبور الطائرات الأجنبية والخدمات في المطارات".
وقال إن الشركة تواجه اليوم "تحدي نقص المصادر المالية والإيرادات"، لافتاً إلى أن هذه المشكلة "ستستمر خلال العام ويمكن أن تطاول حقوق العاملين في الأسطول"، مشيرا إلى أن الشركة "لكونها حكومية لا يمكنها تسريح الموظفين، كما أن معظم العاملين في شركة المطارات هم متخصصو الصناعة الجوية ولا يمكن أن نخسرهم".
وأكد أنه "حتى بعد زوال كورونا سنحتاج إلى فترة طويلة لإعادة إيرادات الشركة إلى وضعها السابق"، معتبرا أن "العقوبات الأميركية الظالمة هي السبب الآخر لمشاكل الشركة إلى جانب كورونا".
وتُطبق إيران رسوماً على استخدام أجوائها وتجهيزاتها من قبل الطائرات الأجنبية، وفقاً لقواعد تقررها منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، تحتسب تلك الرسوم بحسب وزن الطائرة والمسافة التي تقطعها داخل الأجواء الإيرانية.
وبحسب البيانات الإيرانية، فإن كل طائرة تدفع 60 دولارا لقطع مسافة 160 كيلومتراً في الأجواء الإيرانية.
وتُظهر آخر البيانات المتوفرة التی تنشرها منظمة الطيران الإيراني أن مجمل عوائد إيران من مرور الطائرات الأجنبية في أجوائها يُقدّر بنحو 800 مليون دولار سنوياً.
ووفقا لهذه البيانات، فإن عدد الطائرات التي تعبر الأجواء الإيرانية في الحالات العادية، يبلغ قرابة 1200 طائرة يومياً، وهو ما تأثر بفعل العقوبات الأميركية وكذلك الأحداث التي شهدتها مياه الخليج وسماء المنطقة خلال الشهور الماضية، بعد هجمات على ناقلات نفط وإسقاط طائرة مسيرة أميركية، الأمر الذي جعل مياه المنطقة وسماءها ساحة للحرب بين طهران وحلفائها وواشنطن وحلفائها، ما دفع شركات طيران في العالم لحظر عبور طائراتها في الأجواء الإيرانية في الخليج وبحر عُمان، خلال يونيو/حزيران الماضي.