وعن إيقاف بلاده المزيد من تعهداتها النووية، قال موسوي إن تنفيذ المرحلة الرابعة، يظهر "جدية إيران في مواقفها المعلنة وأنها لا تتردد في الدفاع عن مصالحها"، معرباً عن أمله أن "تفي أوروبا بالتزاماتها خلال مهلة الشهرين القادمين، التي منحتها إيران للدبلوماسية"، لتقنع طهران بالبقاء في الاتفاق النووي، بحسب قوله، مضيفاً في الوقت ذاته، أنها لم تتخذ بعد قراراً بالانسحاب من الاتفاق و"أنها لا تنوي الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي حالياً".
إلا أن موسوي أكد أن إيران "لن تنتظر الجهود الأوروبية، لكنها ترحب بها"، مشيراً إلى أنها تمتلك "خيارات كثيرة" في مواجهة السياسات الأوروبية، من دون أن يكشف عنها، قبل أن يقول إنها "تستخدم كل خيار بحسب الظروف".
وأضاف أن "الفرصة ما زالت متاحة للدبلوماسية"، قائلاً إن أبوابها والحوار "مفتوحة، لكننا لا نراهن على أحد ولا نعلق آمالنا على الوعود والتصريحات".
وفي السياق، أشار إلى أن المفاوضات مع فرنسا مستمرة مع التأكيد أن أوروبا "لم تنجح بعد" في تنفيذ التزاماتها، التي قال إنها 11 تعهداً، لكن "اثنين منها يشكلان أولوية لإيران"، معتبراً أن "الأول هو تمكن إيران من بيع نفطها ليصل إلى 2.5 مليون برميل يومياً، أي ذات المقدار قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، والثاني عودة عوائد ذلك إلى داخل إيران".
وأكد موسوي أن المباحثات مستمرة مع فرنسا حول تنفيذ "التعهدين"، مقدماً الشكر في الوقت ذاته إلى كل من الصين وروسيا "لتمسكهما بمواقفهما تجاه الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن "بقية الشركاء (الأوروبيين) غير مستقلين وهم بحاجة إلى الاستئذان من طرف آخر (أميركا) للقيام بأعمالهم".
وتعقيباً على الموقف "الحاد" للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون من تنفيذ إيران المرحلة الرابعة لتقليص تعهداتها النووية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "موقف ماكرون يُتفهم لأنهم شاهدوا جدية إيران، وهم لا يملكون رداً لعجزهم في تنفيذ تعهداتهم"، إلا أن موسوي أكد في الوقت عينه أن هذا الموقف "غير مقبول".
التحذير من "استغلال" احتجاجات العراق
وحول تطورات الوضع في العراق، في ضوء مواصلة الاحتجاجات الشعبية، اتهم موسوي دولاً وجهات لم يسمّها بـ"استغلال" هذه الاحتجاجات، قائلاً إن بلاده "تدعو إلى عودة الأمن والهدوء"، معتبراً أن "هناك أعداءً متربصين بدول المنطقة من داخلها وخارجها يريدون استمرار الخلافات"، ليعرب عن أمله "أن تحبط دول المنطقة هذه المؤامرات".
وفي الإطار، اعتبر أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة الماضية، "كانت صحيحة وفي مكانها".
وكان أردوغان قد قال للصحفيين في أثناء رحلته إلى المجر عن المظاهرات في العراق، إن لديه "تكهنات حول الجهات التي تقف وراء الاضطرابات (في العراق)"، معرباً عن توقعه "احتمال أن تمتد إلى داخل إيران"، مع التحذير من محاولات لإحداث انقسامات في العالم الإسلامي.
وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيراني، إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أرسل رسائل منفصلة إلى جميع قادة دول الخليج والعراق بشأن مبادرة "هرمز للسلام"، التي كشف عنها في خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، في الأمم المتحدة. وعن ردود فعل الدول، قال موسوي إن جميع الدول كانت لديها ردود بشكل رسمي أو غير رسمي، بما فيها السعودية والبحرين والإمارات، واصفاً تلك الردود بأنها "كانت إيجابية من قبل دول المنطقة وأعضاء في مجلس الأمن الدولي".
واتهم موسوي "أيادي خفية" من دون تسميتها، بـ"بثّ الفرقة والخلافات"، مضيفاً أن "مشاهدة تلك الأيادي في المنطقة ليست أمراً صعباً"، مؤكداً أن "الأحداث التي تشهدها المنطقة والمحاولات الجارية لضرب أمنها واستقرارها تظهر أن هذه الأيادي الخفية لا تريد الخير لشعوب المنطقة".
تشييد محطة بوشهر النووية الثانية
وعلى صعيد متصل بالتصعيد النووي الإيراني في مواجهة السياسات الأميركية والأوروبية، أطلق رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، اليوم الأحد عملية بناء مفاعل "بوشهر" الثاني من خلال صبّ الخرسانة بحضور ألكسندر لوكاشين، رئيس شركة "أتون ستروي إكسبورت" الروسية، التي تتولى تنفيذ المشروع مع شركات مقاولة إيرانية.
ومن المقرر أن تنتهي عملية بناء المفاعل الثاني بعد ستة أعوام في عام 2025، وبحسب التصريحات الإيرانية، ستبدأ أيضاً في وقت قريب عملية بناء المفاعل الثالث، على أن يُفتتَح عام 2027.
وقال صالحي مساء أمس السبت، بعد وصول إلى مدينة بوشهر جنوبي إيران، إن كلاً من المفاعلين سيُنتج طاقة كهربائية تقدر 1050 ميغاواط، معتبراً أن المشروعين هما الأضخم في إيران، حيث تبلغ كلفتهما 10 مليارات دولار.
وفي كلمة له في حفل بدء صبّ خرسانة محطة "بوشهر" الثانية اليوم، اعتبر صالحي أن "الطاقة النووية أحد أهم مصادر الطاقة"، واصفاً الصناعة النووية بأنها "مصدر قوة" للدولة التي تمتلكها.
وأضاف أن بلاده ستمتلك حتى عام 2025 "3 آلاف ميغاواط من الكهرباء النووية"، قائلاً إن محطة بوشهر النووية "توفر لإيران 660 مليون دولار سنوياً"، مشيراً إلى أن المحطة "تحظى بأمن وأمان كاملين".
وأعرب صالحي عن استعداد بلاده للتعاون مع دول الخليج في المجال النووي، مقدماً الشكر لروسيا على دعمها لإيران للدخول في المجال الصناعي "مرتين"، ومنه الصناعة النووية، معتبراً محطة بوشهر النووية "رمزاً لهذا التعاون الوطيد".
وأوضح المسؤول الإيراني أن "أكثر من 90 بالمائة من المقاولين العاملين في تنفيذ المشروع إيرانيون"، لافتاً إلى أن مفاعل بوشهر "سيعمل مستقبلاً على تحلية المياه لسكان مدينة بوشهر بمقدار 200 ألف إلى 400 ألف متر مكعب".
وفي كلمة له بالحفل، قال ألكسندر لوكاشين، رئيس شركة "أتون ستروي إكسبورت" الروسية التي نفذت مشروع محطة بوشهر الأولى إن المحطة أنتجت حتى الآن 40 مليار كيلوواط ساعة، معرباً عن أمله "ألا نواجه مشكلة في بناء المحطة الجديدة، وأن يُعمَل على إنجاز المشروع في الموعد المقرر".