ومن المتوقع أن تعتمد إيران في مبيعاتها النفطية على السوق الصينية، وفي الحصول على الدولارات من خلال بورصة النفط الجديدة في شنغهاي التي تبيع العقود الآجلة باليوان المقيم بالذهب. لكن خبراء يرون أن طهران ستفتقد التقنيات الغربية الحديثة في تطوير آبار النفط، لأن أميركا في حال تعليقها للاتفاق النووي ستفرض حظراً ثانوياً يمنع الدول والشركات العالمية من المتاجرة معها.
ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن مسؤولين كبار قولهم، إن صناعة النفط الإيرانية ستواصل تطورها حتى إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في عام 2015، وإن إيران ستعتبر الاتفاق سارياً ما دامت تستطيع بيع النفط.
وهبط خام القياس العالمي برنت 53 سنتا، أو ما يعادل 0.7%، إلى 75.64 دولارا للبرميل، وذلك بعد أن قفز 1.7% في تسوية العقود الآجلة ليصل إلى 76.17 دولارا للبرميل في الجلسة السابقة.
وقال ترامب يوم الاثنين، إنه سيعلن قراره بشأن البقاء في الاتفاق النووي أو فرض عقوبات على طهران مساء اليوم الثلاثاء، أي قبل أربعة أيام من الموعد المتوقع.
وذكر محللون في مصرف "باركليز ريسيرش"، أن من المرجح إما أن يعلن ترامب أنه لن يجدد تعليق العقوبات، مما يؤدي إلى "انخفاض كبير" في مبيعات النفط الإيرانية خلال ستة أشهر، أو يؤكد مرة أخرى معارضته للاتفاق النووي. وقالوا "بغض النظر عن ذلك ستظل سياسته الخارجية تثير التوتر في مركز تصدير النفط الرئيسي وبالتالي فإنها تدعم الأسعار".
وفي ذات الصدد، قال محللون في شركة "آر.بي.سي كابيتال ماركتس"، إن صادرات إيران قد تنخفض بواقع 200 ألف إلى 300 ألف برميل نتيجة لذلك. بيد أن مسؤولين إيرانيين، قالوا إن صناعة بلادهم النفطية ستواصل التطور حتى إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي. وتسببت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على طهران أوائل عام 2012، في انخفاض صادرات النفط الإيرانية من ذروة بلغت 2.5 مليون برميل يومياً قبل العقوبات إلى ما يزيد قليلاً عن مليون برميل يومياً.
لكن إيران برزت من جديد كإحدى الدول الكبرى المصدرة للخام في يناير/كانون الثاني 2015، عندما جرى تعليق العقوبات الدولية مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وتقول إيران إنها تسعى إلى زيادة طاقتها الإنتاجية النفطية إلى 4.7 ملايين برميل يومياً خلال السنوات الأربع المقبلة.
في غضون ذلك، أبدت السعودية المنافس الإقليمي لإيران، رغبة في الاستمرار في تقليص الفجوة بين العرض والطلب في أسواق الخام. وعارضت المملكة، أكبر مصدر للخام في العالم، الاتفاق النووي خشية أن يعزز قوة إيران اقتصادياً ويسمح لها بزيادة تمويل الصراعات الدائرة بالوكالة في لبنان وسورية والعراق واليمن.
ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن مسؤولين كبار قولهم يوم الاثنين، إن صناعة النفط الإيرانية ستواصل تطورها حتى إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في عام 2015، وإن إيران ستعتبر الاتفاق سارياً ما دامت تستطيع بيع النفط.
ونسب موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت "شانا" إلى غلام رضا مانوشهري نائب مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية قوله "لا يستطيعون إيقاف إيران. تطور صناعتنا النفطية سيستمر حتى في حالة فرض عقوبات جديدة على إيران".
وقال مانوشهري إن بلاده تخطط لإتمام سبعة عقود في قطاع المنبع بقيمة تبلغ نحو 40 مليار دولار مع مستثمرين أجانب وفقاً لما ذكره موقع شانا". وأضاف "هذه العقود ستستكمل في ظل الظروف الحالية التي تفرض تحديات، وسيكون ذلك في موعد أقصاه منتصف السنة الإيرانية ... هذا التخطيط وُضع مع افتراض تأخر وجود الشركات الأجنبية".
وتتركز مخاوف الشركات الأوروبية الكبرى، من تعرضها لعقوبات ثانوية تفرضها الولايات المتحدة على المتاجرين مع إيران، وهو ما جعلها مترددة بشأن الدخول في أنشطة مع طهران التي تحتاج إلى جذب استثمارات أجنبية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار لزيادة إنتاجها من الخام.
وأصبحت "توتال" الفرنسية أول شركة طاقة غربية توقع اتفاقاً مع إيران بعد رفع العقوبات الدولية في عام 2016، حيث اتفقت على تطوير المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي البحري للغاز باستثمارات إجمالية قدرها خمسة مليارات دولار.
وقال أمير حسين زماني نيا، نائب وزير النفط، إن إيران تعتبر الاتفاق على قيد الحياة "إذا كان بوسعنا الاستمرار في بيع نفطنا ومنتجاتنا" حتى إذا انسحبت منه الولايات المتحدة. وأضاف "يجب أن نكون قادرين على الحفاظ على سوق النفط الإيراني وتلقي أموال نفطنا وتأمين استثمارات أجنبية في صناعتنا النفطية".