بينما كان الناخبون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع صبيحة يوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، كانت الأسواق المالية الأميركية تراقب عن كثب تطورات سباق الانتخابات الرئاسية بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، إذ انتظر الجميع النتائج وتأثيراتها المحتملة على السياسات الاقتصادية المستقبلية.
ومع استمرار التصويت وتزايد تكهنات المستثمرين، شهدت الأسواق تحركات بارزة تعكس توقعات المستثمرين وتوجهاتهم، إذ أظهرت تعاملات الساعات الأولى في يوم الانتخابات توجهاً إيجابياً في سوق الأسهم، وزيادة في قيمة بيتكوين، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، وانخفاض طفيف في قيمة الدولار.
عكست هذه التحركات مشاعر متضاربة من التفاؤل الحذر وعدم اليقين بين المستثمرين، الذين ينتظرون وضوح الرؤية بشأن السياسات الاقتصادية التي سيتم تبنيها بعد الانتخابات وتأثيراتها على الاقتصاد والأسواق المالية، وإن كان الموقع الإلكتروني لمجلة ذي إيكونوميست قد أشار إلى أن ارتفاع معنويات المستثمرين، على النحو الذي ظهر في الأسواق، عَكَسَ نتائجَ أحدث استطلاعات الرأي، والتي أظهرت تقدم مرشح الحزب الجمهوري ترامب، وإن بفارق ضئيل عن منافسته الديمقراطية.
الانتخابات الأميركية وسوق الأسهم
ارتفع مؤشر إس أند بي 500 في بداية تعاملات اليوم بنسبة 1%، مقترباً من أعلى مستوياته السابقة، في حين حقق مؤشر ناسداك المركب مكاسب بنسبة تقارب 1.25%، وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 325 نقطة أو نحو 0.8%. وتشير هذه الارتفاعات إلى تفاؤل المستثمرين بانتعاش الاقتصاد الأميركي بغض النظر عن نتائج الانتخابات، لكنها لم تستبعد احتمالية مراقبتهم عن كثب إمكانية تبني سياسات مالية تحفيزية في حال فوز أي من المرشحين. وعلى الرغم من التقلبات التي عادةً ما ترافق أيام الانتخابات، يبدو أن الأسواق بدأت باستيعاب حالة عدم اليقين وانتظرت المزيد من التفاصيل حول السياسات المحتملة.
ولفتَ الأنظارَ خلال تعاملات اليوم ارتفاعُ سهم مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا DJT بنسبة 15%، وملامسته سعر 40 دولاراً للسهم، وذلك بعد ارتفاعه بنحو 11% في تعاملات أمس الاثنين، التي سجل خلالها سعر 29 دولاراً للسهم، فيما اعتبره البعض مؤشراً على ارتفاع فرص المرشح الجمهوري في العودة للبيت الأبيض.
نشاط سوق السندات
سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية ارتفاعاً، حيث قفز العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى 4.35%. يعتبر هذا الارتفاع مؤشراً على أن المستثمرين يعيدون النظر في تركيبة محافظهم، وسط توقعات بأن السياسات المالية تحت أي من الإدارة الجديدة قد تؤدي إلى زيادة الإنفاق الحكومي. ويأتي هذا مع تزايد القلق بشأن التضخم المستقبلي وارتفاع تكاليف الاقتراض، وهي عوامل قد تؤثر كثيراً على استراتيجيات الاستثمار، خاصة في السندات طويلة الأجل.
أداء بيتكوين والعملات المشفرة
شهدت بيتكوين ارتفاعاً كبيراً في تعاملات اليوم الثلاثاء، مستفيدة من خطط ترامب المعلنة سابقاً، والتي تشمل إنشاء "احتياطي استراتيجي" من العملة المشفرة، وتحويل الولايات المتحدة إلى مركز رئيسي للعملات المشفرة، وهو الإعلان الذي أثار اهتماماً كبيراً من المستثمرين ببيتكوين، خاصة مع استمرار الاتجاه نحو تبني العملات المشفرة أصلاً استثمارياً. ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه التوقعات بأن العملات الرقمية قد تحصل على دعم إضافي في حال فوز ترامب، مما يجعل الأسواق الرقمية أكثر جاذبية للمستثمرين.
وشهدت أسعار عدد من العملات المشفرة ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تطلع المستثمرين إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي انطلقت اليوم. وارتفعت عملة بيتكوين بنسبة 3% تقريباً خلال تعاملات النهار لتصل إلى 70.450 دولاراً، وهي حالياً أقل بنحو 6% عن أعلى مستوى لها على الإطلاق.
تحركات الدولار الأميركي والذهب
تراجع الدولار الأميركي بشكل طفيف مع تزايد حالة الحذر في الأسواق المالية. ويرجع هذا التراجع إلى عدم اليقين حول السياسات المالية والنقدية المتوقعة بعد الانتخابات، حيث ينتظر المستثمرون موقف الإدارة القادمة من قضايا مثل التضخم، والديون الحكومية، وسياسات التجارة الدولية. ويعكس تراجع الدولار تخوفات المستثمرين من احتمالية تبني سياسات قد تؤدي إلى تراجع قيمة العملة.
وارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء مع تركيز المستثمرين على الانتخابات، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى احتدام المنافسة بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقد زاد سعره في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2748.02 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 2757.40 دولاراً للأوقية.
وقالت "رويترز" إن استطلاعات الرأي في الانتخابات الرئاسية الأميركية تشير إلى تقارب شديد في نسب التأييد بين ترامب وهاريس، مما يجعل نتيجة السباق غير مؤكدة، وربما تظل كذلك لأيام بعد انتهاء التصويت. ويميل الذهب، وهو وسيلة تحوط في ظل الغموض الجيوسياسي، إلى الاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة.