إيران: المفاوضات النووية الأخيرة حقّقت تقدّماً

01 أكتوبر 2014
رفضت إيران المشاركة في التحالف ضد داعش (Getty)
+ الخط -
قدّم الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، تقريراً عن زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومشاركته في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أمام أعضاء حكومته، مؤكداً سعيه المتواصل خلال الزيارة، إلى الترويج لخطاب السياسة الإيرانية الرافضة للتشدّد وللعنف بكل أشكاله.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن روحاني، قوله إنّه "لمس رغبة معظم الدول في التعاون مع طهران، ول اسيّما بعد اعتراف غالبيتها بالدور الذي تستطيع أن تلعبه بلاده في محاربة الإرهاب في المنطقة"، معتبراً أن "هذا يثبت نجاح سياسته ويضع إيران على المسار الصحيح".

وأشار إلى أنه خلال اجتماعه بمفكرين وأساتذة جامعيين أميركيين، نقل أنّ "بلاده ترى عدم أحقيّة الدول التي تسلّح وتدعم الإرهاب، بأن ترفع شعار محاربته"، في إشارة منه إلى التحالفات الدوليّة التي شكّلتها الولايات المتحدة الأميركيّة، لتوجيه ضربات إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتي رفضت طهران أن تكون جزءا منها، بسبب دعم واشنطن لمجموعات معارضة سورية، وهو ما يؤسس لحركات إرهابية جديدة، وفق مسؤولين إيرانيين.

وحول الملف النووي، أكد روحاني أنّ "جولة المفاوضات النووية الأخيرة بين إيران والدول الست الكبرى، التي انعقدت على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قد حققت تقدماً رغم عدم التوصل لاتفاق نهائي". وأشار كذلك إلى أنّ "سياسة الحوار هي الخيار الوحيد الذي سيحرز تقدماً، للوصول إلى اتفاق في الأمد القريب".

ومنذ وصول روحاني إلى الرئاسة العام الماضي، تحاول إيران تطوير علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن هذا سيساعد على تحقيق تقدم في المفاوضات مع السداسية الدولية. وقام وزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف بجولة أوروبية، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، كما زار مسؤولون أوروبيون العاصمة طهران.

وفي هذا السياق، التقى رئيس البرلمان الإيرلندي، شان بارت، الرئيس الإيراني ووزير خارجيته، فضلاً عن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، في زيارة بدأها أمس إلى طهران.

وأكد روحاني بعد لقائه بارت، ضرورة مدّ جسور العلاقات مع أوروبا، مشيراً إلى أنّ "العقوبات المفروضة على إيران لا تصبّ في مصلحة الجميع". ودعا إلى "تبديد القلق من البرنامج النووي الإيراني، الذي يخضع لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

من جهته، قال بارت إنّ الاتحاد الأوروبي يلمس جهود حكومة روحاني الإيجابية، بالتوجه نحو الآخرين، مؤكداً أنّ "الحلول الدبلوماسية للبرنامج النووي الإيراني ستفتح باب العلاقات الأوروبية مع إيران مستقبلاً".

وقيّم المسؤولون في الداخل الإيراني، زيارة روحاني إلى نيويورك بشكل إيجابي، إذ أثنى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، على سياسة روحاني، التي "أبعدت شبح الحرب عن إيران وأقنعت كل الأطراف بضرورة اللجوء للحوار بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة".

وأشار إلى أنّ "إيران أثبتت بأنها تريد مد الجسور مع الآخرين، لكنّ الأطراف الأخرى لم تقابل إيران بالمثل"، منتقداً "سياسة العقوبات التي لا تزال تتّبعها بعض الدول الغربيّة".

واعتبر رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، أنّ "ما طرحه روحاني في نيويورك، كان منطقياً وعقلانياً وحفظ حقوق الإيرانيين في امتلاك برنامج نووي"، في وقت انتقد فيه خطاب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أمام الجمعية العمومية، واعتبره "كاذباً ومهيناً لإيران"، مشيراً إلى أن بلاده "لا تستطيع أن تثق ببريطانيا".

وكان كاميرون، قد اتهم، خلال كلمته، إيران بدعم الإرهاب والتطرّف في المنطقة، وطالبها بتغيير سياسة تعاملها مع مواطنيها، وتبديد الشكوك حول برنامجها النووي، وجاء خطابه هذا بعد لقاء تاريخي جمعه بروحاني في نيويورك، بعد عقود من القطيعة السياسية والديبلوماسية، حيث حاول روحاني ترميم العلاقات، وهو ما نال الكثير من الانتقادات من قبل متشددي الداخل، ولا سيما بعد خطاب كاميرون.

المساهمون