إنزال خلف خطوط العدو

04 ديسمبر 2015
+ الخط -
أبناء الشيطان، فتيان التلال، الأعشاب الضارة، هكذا يطلق عليهم في المجتمع العلماني الصهيوني، ينصبون خيامهم بين التلال التي ينمو فيها التعصب الديني السام بدون أي عائق. هم مجموعات دينية تحاول إحياء ما هو مكتوب في التوراة، فالمتهم الرئيس في إحراق كنيسة (الخبز) في طبريا قبل أشهر، يونين روتبيني، عاش فترة بين البلدين، فهو شاب من مغتصبة أوفيكيم، ترك منزله بسبب مشكلات عائلية، حيث بدأ يتجول بين التلال، ليمثل شخصية كلاسيكية لهذه النواة الجديدة ممن بات يسموا بفتيان الجبال.
بدأ هؤلاء الفتيان يسمون أنفسهم منذ سنوات جماعات (دفع الثمن)، بدأت هذه الظاهرة قبل نحو سبع سنوات، وكانت تركز على حرق المركبات والممتلكات العسكرية التابعة للجيش، لردعهم عن هدم البؤر الاستيطانية.
كشف تحقيق معهد مولاد النقاب عن الدعم الذي يقدمه مجلس قيادة المستوطنات في الضفة المحتلة، لجزء من هذه العمليات، حيث رصدت إعلانات صادرة عن مجلس قيادة المستوطنات، تثني على إحراق الحقول الفلسطينية، وبعد مرور أعوام بدأت كتابات دفع الثمن تظهر، أيضاً، على جدران الكنائس والمساجد المحروقة.
ينطلق فتيان التلال، في أعمالهم، من الإيمان بعدد من المبادئ الرئيسة: إعادة مملكة "اسرائيل" كما كانت في العهد القديم، والتي كانت تسمى مملكة داود وشلومو، بما فيها مملكة "إسرائيل" على كامل أرض "إسرائيل". بناء الهيكل من جديد إن أمكن، في مكانه الطبيعي والأصلي، مكان الحرم القدسي. طرد أو قتل كل غريب عن هذه الأرض من مسلمين ونصارى، وكل من لا يؤمن برب اليهود.
خلف فتيان التلال في البؤرة الإغتصابية (جيئول تسيون) غرفتان ومغارة صغيرة التي هدمها الاحتلال قبل فترة، عدد من الكتب المقدسة، ونسخ من كتب للإرهابي الهالك مائير كهانا، والتي تتحدث عن أن قدسية أرض "إسرائيل" مستمدة من الوجود الإلهي، ويرسمون خططاً لحدود دولة "إسرائيل"، تشمل كلاً من سورية والعراق كأرض "إسرائيل" الكبرى.
ويعتقد هؤلاء الإرهابيون أن لدى "إسرائيل" ثغرات أمنية، يجب المس بها، لكي تؤدي إلى سقوط دولة "إسرائيل" واستبدالها بمملكة داوود، وأن هذا يتم بالمساس بالسكان العرب، ما يؤدي إلى عزل "إسرائيل" دولياً. ثانياً، المساس بالحرم القدسي، ما سيؤدي إلى إشعال حرب مع العالم العربي، ستدمر كل شيء، على افتراض أنهم القوة الحقيقية اليهودية المسيحانية التي ستنتصر في نهاية الأمر.
ما يدعونا، نحن الفلسطينيين، إلى إعادة النظر في اقتصار أعمال انتفاضة القدس في أغلبها على المواجهات المباشرة لدوريات العدو وجنوده المدججين داخل مدننا وقرانا، لجهة التخطيط لنقل المعركة إلى أرض العدو، عبر تنفيذ عمليات إنزال خلف خطوط العدو. وذلك يستلزم تشكيل منظم لمجموعات تحاكي في نمط عملها عمل قوات المستعربين في مدننا، والتي تعمل على اختطاف نشطائنا واغتيالهم أمام الكاميرات.
ومجموعات أخرى تحاكي في عملها نمط عمل فتيان التلال، أو مجموعات تدفيع الثمن، ليتركز عملها على تحويل فتيان التلال الصهاينة إلى صيد سهل، ليس للقتل فقط، ولكن للاختطاف بهدف التبادل أيضاً. ومن جانب آخر، تدفيع العدو ثمن جرائمه بحق شعبنا وأرضنا عبر المساس باستثماراته الاستراتيجية، وبمراكزه الحيوية الصناعية والزراعية والتقنية وغيرها. بذا يمكن أن نوصل الصهاينة إلى حالة من فقدان الأمن داخل مدنهم وأحيائهم الراقية، الأمر الذي سيسرع في عمليات الهجرة والهروب من فلسطين المحتلة والعودة من حيث أتوا.
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
7B62544C-2905-4EC5-9BF3-8CE568ADF7B0
عماد توفيق (فلسطين)
عماد توفيق (فلسطين)