اعتبر الشيخ، أسامة صالح، وهو خطيب وإمام مسجد في واشنطن، أن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حظر سفر المهاجرين وطالبي اللجوء من سبع دول عربية ومسلمة لن يكون منفرداً، وإنما ستتبعه سلسلة قرارات هدفها التضييق على المسلمين في الولايات المتحدة وخارجها أكثر فأكثر.
واعتبر الشيخ صالح، وهو إمام المسجد في مركز آدمز الإسلامي الواقع في منطقة دالاس في العاصمة واشنطن، خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن " قرار ترامب الخاص بمنع الهجرة له تبعات أخلاقية وسياسية وإنسانية".
وأوضح أن "جزءاً من الأحداث التي تحصل في البلدان التي يأتي منها المهاجرون وطالبو اللجوء، هي نتيجة السياسات الخاطئة للإدارات الأميركية المتعاقبة، مثل التدخل العسكري والسياسي أو دعم بعض الديكتاتوريين في المنطقة العربية والإسلامية. وهذا الواقع يدفع الناس في تلك البلدان إلى الهرب من ويلات الحروب، قاصدين أميركا لبناء مستقبل أفضل لهم".
ورأى أنّ "على أميركا مسؤولية أخلاقية بأن تحتضن هؤلاء، فهم بشر ويحتاجون إلى مكان أكثر أمناً، في حين أن قرار ترامب يؤدي إلى رفضهم".
وعن الجانب السياسي المترتب على القرار، قال الشيخ إن "الجالية المسلمة ومنذ أكثر من عشر سنوات، أي مع نهاية حكم جورج بوش الابن، وخلال فترة رئاسة باراك أوباما، أسست علاقات واسعة مع منظمات حكومية وأهلية، وحتى أمنية لتثبيت مكانتها، ما جعلها معروفة في المجتمع الأميركي ووفر لها نوعاً من الحماية". ورأى أن "القرار يأتي ليهدم كل ما بنته الجالية المسلمة، ويُشعر أبناء الجالية وبعض الشباب المسلم بالظلم، لأن المستجدات تثير القلق".
وأشار إلى أنّ "شعور جالية مسلمة وشباب مسلمين بالظلم، وبأنهم ليسوا جزءاً من المجتمع، مسألة تثير القلق حقاً".
وعن الشق الإنساني، أوضح أن الأشخاص الذين وصلوا إلى أميركا وبنوا حياتهم وأعمالهم وانتظم أبناؤهم بالمدارس، وتقدموا بطلباتهم إلى دوائر الهجرة، باتوا الآن لا يعلمون إن كانت طلباتهم ستقبل أم ترفض، وفي حال الرفض هل يُرحّلون وإلى أين؟ إلى البلد الذي غادروه هارباً؟
كما لفت إلى "صعوبة أحوال الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة ولم يحصلوا على الإقامة الدائمة بعد، ويريدون المغادرة للزيارة أو إنجاز أعمال لهم خارج البلاد"، مؤكداً أنها "نماذج من حالات إنسانية كثيرة نسمع عنها في محيطنا في واشنطن، وفي ولايات أميركية أخرى، نلمسها تباعاً بعد البدء بتنفيذ القرار".
وختم بالقول "إن القرار سيئ جداً، وأكثر ما يخيفنا ويقلقنا أنه لن يكون منفرداً، وإنما سيكون بداية لسلسلة متعاقبة من القرارات، التي تضيق الخناق على الجالية المسلمة في أميركا".