إقفال "الاتحاد اللبناني": نهاية سريعة لصحيفة اختنقت بمشاكلها الداخلية

28 ديسمبر 2017
العدد الأخير من صحيفة "الاتحاد" اللبنانية(العربي الجديد)
+ الخط -
بعد أقل من ثلاثة أشهر على انطلاق "الاتحاد اللبناني"، أصدرت الصحيفة عددها الـ54 والأخير، اليوم الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول.

وفي رسالةٍ على الصفحة الأولى، اليوم، كتب "الناشر" (من دون الإشارة إلى هويته)، تحت عنوان "الاتحاد تحتجب": "القراء الكرام، تعتذر جريدة "الاتحاد اللبناني" عن قرار التوقف عن الصدور بسبب التعثّر المالي وبعض الظروف السياسية الخاصة. ويشرف "الاتحاد" أنّها بنت جمهوراً واسع الانتشار خلال فترة شهرين من الصدور. وتأسف لعدم استطاعتها تطوير هذا المشروع الذي ننتمي نحن وكتابنا وقراؤنا إليه. كنا نتمنى أن نستفيد من حرية غامرة لهذا الوطن لبنان، أكثر وأكثر. إلا أن الظروف القاهرة التي ذكرنا أعلاه كانت أكبر من قدرتنا على الاستمرار". 

الصحيفة التي لم تُطلق موقعاً إلكترونياً واكتفت بالصدور ورقياً وبنسخة PDF للشبكة، تولى إدارتها الناشر مصطفى ناصر. ومنذ عددها الأول في 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأت المشاكل داخل فريقها بعدما اكتشف العاملون فيها أنّ مستوى الحريات الذي وُعدوا به لم يكن سوى شعارات.

وأُبلغ موظّفو الصحيفة بأن أمس كان يوم عملهم الأخير. فاجأ الخبر الصحافيين الذين لم يتوقعوا إقفالها بسرعة بالرغم من المشاكل التي خيّمت عليها هذا الشهر، خصوصاً بين إدارة التحرير و"ناشرها".

إذ قدم الصحافي حسين أيوب استقالته من منصب رئاسة تحرير الصحيفة بعد خلاف حاد مع ناصر على خلفيات عدة أبرزها الوجهة العامة للسياسة التحريرية، ثم صرفت المؤسسة مسؤولة قسم الثقافة سناء خوري، قبل استقالة الصحافية سعد علوى.

وأكّد مصدر لـ"العربي الجديد" أن "الإقفال ليس سياسياً، بل قرار شخصي من ناصر الذي أنهكه تمرد صحافيي الاتحاد، فهم دخلوا إليها طامحين برؤية سياسية واضحة، وأن يكملوا مسيرة "السفير" التي كان سقف الحريات فيها عاليا بعض الشيء، ليفاجأوا بقرارات سياسية مغايرة، وذلك من ناحية الكتابة والمواضيع والتحرير. وهذا الأمر كتبه العديد من الزملاء في الاتحاد عندما قدموا استقالاتهم أو عندما صرفوا من العمل. إذ حُذفت مقاطع ومواضيع بما يعد انتهاكا فاضحا للمهنة التي قاتلوا من أجلها".

هذا الأمر أثار جدلاً في أروقة الصحيفة بين الموظفين القادمين بأغلبهم من صحيفة "السفير" (أقفلت في يناير/كانون الثاني الماضي)، والذين غادرو "البطالة" إليها ليعودوا إليها مجددًا.

خبر الإقفال خيّم على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، فانتشرت سخرية من تصرفات إدارة الصحيفة وسرعة إقفال المؤسسة التي اتّخذت "صوت الجميع للجميع" شعاراً لها، قبل أن يكتشف العاملون فيها والجمهور أنّها صوت لونٍ واحد.

وتساءل اللبنانيون عن معنى عبارة "الظروف السياسية الخاصة" التي تذرع بها ناشر الصحيفة في خبر الإقفال، مشيرين إلى أنّ الظروف إما تكون سياسية أو خاصة. كما تخوّف الناشطون من مصير الصحافيين الذين صُرفوا جميعاً بشكلٍ مفاجئ.
المساهمون