إفلاس الثورات المضادة

05 نوفمبر 2015
الأزمات المعيشية تحرج الثورات المضادة (Getty)
+ الخط -
كانت ثورات الربيع العربي التي اندلعت منذ نحو 5 سنوات تسير في طريقها لترسيخ التجربة الديمقراطية وتطوير البنى الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن اصطدم ربيع الشعوب بخريف مؤسسات الثورات المضادة التي حاصرت التجربة الوليدة وبدأت في التهامها قطعة تلو الأخرى.
وبعيداً عن كيفية إيقاع الثورات المضادة بالربيع العربي في مصر وليبيا وسورية واليمن وتونس والعراق، فما يجب التركيز عليها حالياً هو إلى أي مدى وصلت إليه الثورات المضادة؟ وهل استقرت أنظمتها وقضت على الأزمات المعيشية للشعوب وطورت اقتصاد بلدانها؟
وإذا كانت الثورات المضادة التي استندت إلى قوى خارجية وليس الشعوب نجحت في تحجيم الربيع العربي، إلا أن الأنظمة الانقلابية بعد استيلائها على الحكم أوشكت على الإفلاس السياسي والاقتصادي.
في اليمن استند الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ومليشيات الحوثيين على الدعم الإيراني، وفي مصر استند الانقلاب العسكري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي على منظومة خارجية أوسع تشمل دول الخليج وأميركا والغرب وروسيا، وفي سورية استند نظام بشار الأسد على إيران وروسيا، وفي ليبيا وجد الانقلابي خليفة حفتر ضالته في مصر كداعم له بالإضافة إلى المجتمع الدولي، وفي تونس تسلل الفلول إلى السلطة ولكن عبر الانتخابات فحافظت تونس على التجربة الديمقراطية والحريات لكنه جرى إيقاف عملية التغيير الحقيقي في البلد نحو الثورة التي تستهدف تحقيق الرخاء والتقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.
ورغم الدعم الخارجي الكبير للثورات المضادة إلا أنها لم تستطع الصمود وتزداد أزماتها يوما بعد يوم ولا سيما في الجوانب الاقتصادية والمعيشية، ما زاد من سخط الشعوب.
ويبدو أن الثورات المضادة على وشك إعلان إفلاسها قريباً، ولن يفلح الدعم الخارجي مهما كان حجمه، فها هو عبد الفتاح السيسي ذهب إلى بريطانيا أمس ليقابل رئيس وزرائها ديفيد كاميرون من أجل حثه على دعم نظامه المتداعي، وفي نفس الوقت ترك الإسكندرية العاصمة الثانية لبلاده تغرق، والإرهاب يواصل حصد الضحايا بانفجار جديد في العريش يقتل ستة جنود أمس، والأزمات المعيشية تتفاقم والسخط الشعبي يزداد.

اقرأ أيضا: السيسي يروج في لندن لمشروعات قديمة ومتعثرة
المساهمون