ذكر تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، أن أحد أكبر مشاريع الدعاية الإسرائيلية في الولايات المتحدة، قد أغلق كلياً بعد أن ثبت فشله في السنوات الأخيرة، وبات على عتبة الإفلاس.
وقالت الصحيفة إن المشروع المعروف باسم "The Israel Project" أغلق مكاتبه الرسمية في الأسابيع الأخيرة، وأنه تم يوم الأربعاء صرف وإقالة كافة العاملين في فرع المشروع في إسرائيل.
واعتبر التقرير أن فشل هذا المشروع يجب أن يشعل ضوءاً أحمر لباقي مشاريع الدعاية، وتجنيد الدعم لإسرائيل في الولايات المتحدة، التي يعاني قسم منها مؤخراً صعوبات في تجنيد تبرعات جديدة لتغطية نشاطاتها.
وبحسب عاملين في المنظمة المذكورة، فإن أحد أسباب فشل المنظمة واقترابها من إعلان الإفلاس، نابع من عجز المنظمة عن تجنيد أموال لتمويل نشاطات سياسية مناصرة لإسرائيل، على ضوء تعاظم الانقسام السياسي في الولايات المتحدة، والفجوة بين الحكومة الإسرائيلية وبين غالبية اليهود في الولايات المتحدة، ولا سيما في قضايا الدين اليهودي ومسألة الاعتراف بالتيارين الإصلاحي والمحافظ لليهود الأميركي، والمواقف السياسية لحكومة الاحتلال وخاصة التنكر لحل الدولتين.
وكانت المنظمة المذكورة أقيمت عام 2000، مع اندلاع الانتفاضة الثانية في مسعى إلى تحسين صورة دولة الاحتلال في الإعلام العالمي، من خلال العمل بشكل مباشر مع الصحافيين في الشبكات الدولية، لضمان تغطية الموقف الإسرائيلي الرسمي وربط الصحافيين بمتحدثين و"خبراء" من الجانب الإسرائيلي. ومع الوقت، مدّت المنظمة المذكورة نشاطها إلى دول أميركا اللاتينية وأوروبا، وحتى بعض الدول العربية.
ووفقاً لـ"هآرتس" فقد تولى اليهودي الأميركي جوش بلوك، منذ عام 2012 قيادة هذه المنظمة، بالاعتماد على خبرته في هذا المجال، وكونه شغل على مدار عقد من الزمن منصب الناطق بلسان اللوبي اليهودي الأميركي "إيباك"، حيث اعتاد وصف منظمة إيباك بأنها حاملة طائرات تزرع الخوف، لكنها ثقيلة وبطيئة، كما وصف منظمة "The Israel Project" بأنها قوة الكوماندو في هذه الساحة.
ونقلت الصحيفة عن عاملين في المنظمة، أن مصاعبها المالية بدأت في أواسط عام 2016 بعد تقليص ميزانيتها إلى النصف تقريباً، بفعل الانقسام والتقطب داخل المنظمات اليهودية على خلفية الاتفاق النووي مع إيران، والانتقادات الشديدة التي وجهها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لموقف إدارة الرئيس باراك أوباما، وانضمام المنظمة المذكورة لحملة نتنياهو ضد إدارة أوباما في هذا السياق.
ودفع هذا الموقف بكثير من المتبرعين من الحزب الديمقراطي الأميركي إلى وقف تبرعاتهم، بعد أن اكتشفوا أن تبرعاتهم لم تذهب إلى نشاطات تحسين صورة إسرائيل في الإعلام الأميركي، بل لحملات نتنياهو وإيباك المضادّة لموقف إدارة أوباما.