لا يبدو المشهد الإعلامي المصري صحياً. وليست التسريبات الأخيرة من مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي سوى دليل حسيّ على الهاوية التي يمشي نحوها الإعلام المصري بخطى ثابتة. لكن قبل أن تحتل رولا خرسا، ونائلة عمارة وتوفيق عكاشة وأماني الخياط المشهد... عرفت مصر خلال الثورة وبعدها مشهداً إعلامياً يكاد يكون الأنقى في العالم العربي، منذ عقود. كان ذلك قبل أن تقصى كل الأصوات المختلفة. كان ذلك قبل أن يخرج علينا النظام الحالي بفريق مطبلين ومهرّجين يحتلون الشاشات كل مساء.
إعلاميون دافعوا عن الثورة بينما كانت الدماء تسيل في الميدان. دافعوا عنها خلال بطش المجلس العسكري والمشير الطنطاوي، ودافعواعنها بينما كان إعلام الإخوان المسلمين يحاول أخذها إلى مكان آخر تماماً... وحاولوا الدفاع عنها خلال حكم عبد الفتاح السيسي، لكنّهم... ابعدوا وأسكتوا.
من هم؟ نبدأ بريم ماجد. فجأة توقف برنامج "بلدنا بالمصري" على قناة "أون تي في". لم يوضح أحد السبب. كل ما قالته ريم ماجد على صفحتها على "فيسبوك" إن هناك لغطاً سياسياً كبيراً في الشارع المصري حالياً وهي تفضّل الصمت حتى إشعار آخر. خروج ريم (المؤقت ربما) من المشهد الإعلامي حصل بهدوء تام، لكنّه خلّف فراغاً كبيراً.
ريم ماجد التي أدت حلقتها الشهيرة في مارس/آذار 2011 إلى استقالة أحمد شفيق، والتي كانت أوّل من وجّه الانتقادات للمجلس العسكري، في وقت كان البطش يسير على قدم وساق في الشارع، وهو ما أدى الى استدعائها للتحقيق. أيام الرئيس المعزول محمد مرسي تابعت ماجد انتقاداتها لحكم الإخوان المسلمين بالوتيرة نفسها، محاولة إعادة البوصلة في اتجاه الثورة ومطالبها. اما عام 2013، فاستقالت من عملها في "أون تي في" "لأن الحرية هي من أولوياتي" قالت في مقابلة مع صحيفة "الشروق".
بعد ريم ماجد، يأتي يسري فودة. لم تكن مواقف هذا الأخيرة بحدية مواقف ماجد، وجهت له انتقادات كثيرة بعدم اتخاذ مواقف راديكالية تارة، وبمحاباة ضباط المجلس العسكري تارة أخرى... لكنّ الأكيد أن يسري فودة يدفع اليوم ثمن مواقفه ورفضه الانصياع للسياسة التي يفرضها النظام الحالي. أما بالعودة إلى الثورة، فكان موقف يسري فودة واضحاً: دوره هو بمساندة الثورة من خلال برنامجه، وهو ما فعله. وأثناء حكم المجلس العسكري أعلن رفضه للمارسات من خلال وقف برنامجه: "إما أقول الحقيقة أو لا أقول". وخلال هذه الفترة كان فودة أول من تكلّم عن "سقوط الرئيس وبقاء النظام" مؤكداً ضرورة إسقاط كل أسس النظام. وأيضاً خلال حكم الإخوان المسلمين، تابع انتقاده لكل الشواذات التي حكمت تلك المرحلة.
وها هو فودة اليوم يستبعد عن الشاشة بسبب رفضه الدخول في جوقة المطبّلين لنظام عبد الفتاح السيسي.
ومن بعد؟ الغائب الأكبر اليوم هو باسم يوسف. بداية ظهور باسم كانت بعد أشهر قليلة من الثورة، على "يوتيوب".. نجاحه الكبير أدى إلى انتقاله إلى قناة "اون تي في" لفيتتح عصراً جديداً من البرامج الكوميدية في العام العربي. انتقد الجميع: الفلول، والإخوان... وكان صوت الثورة الساخر. ثم انتقل إلى قناة "سي بي سي" وهناك تحوّل باسم إلى نجم مصر الأول. واجه الإخوان المسلمين، انتقد الرئيس المعزول محمد مرسي وإعلامه... استدعي للتحقيق.. وصولاً إلى ما بعد 30 يونيو حيث أوقف برنامجه أكثر من مرة، ليصدر أخيراً الحكم بتغريمه مبلغاً مالياً خيالياً في القضية مع "سي بي سي".
تابعونا: #ثورات_تتجدد
إعلاميون دافعوا عن الثورة بينما كانت الدماء تسيل في الميدان. دافعوا عنها خلال بطش المجلس العسكري والمشير الطنطاوي، ودافعواعنها بينما كان إعلام الإخوان المسلمين يحاول أخذها إلى مكان آخر تماماً... وحاولوا الدفاع عنها خلال حكم عبد الفتاح السيسي، لكنّهم... ابعدوا وأسكتوا.
من هم؟ نبدأ بريم ماجد. فجأة توقف برنامج "بلدنا بالمصري" على قناة "أون تي في". لم يوضح أحد السبب. كل ما قالته ريم ماجد على صفحتها على "فيسبوك" إن هناك لغطاً سياسياً كبيراً في الشارع المصري حالياً وهي تفضّل الصمت حتى إشعار آخر. خروج ريم (المؤقت ربما) من المشهد الإعلامي حصل بهدوء تام، لكنّه خلّف فراغاً كبيراً.
ريم ماجد التي أدت حلقتها الشهيرة في مارس/آذار 2011 إلى استقالة أحمد شفيق، والتي كانت أوّل من وجّه الانتقادات للمجلس العسكري، في وقت كان البطش يسير على قدم وساق في الشارع، وهو ما أدى الى استدعائها للتحقيق. أيام الرئيس المعزول محمد مرسي تابعت ماجد انتقاداتها لحكم الإخوان المسلمين بالوتيرة نفسها، محاولة إعادة البوصلة في اتجاه الثورة ومطالبها. اما عام 2013، فاستقالت من عملها في "أون تي في" "لأن الحرية هي من أولوياتي" قالت في مقابلة مع صحيفة "الشروق".
بعد ريم ماجد، يأتي يسري فودة. لم تكن مواقف هذا الأخيرة بحدية مواقف ماجد، وجهت له انتقادات كثيرة بعدم اتخاذ مواقف راديكالية تارة، وبمحاباة ضباط المجلس العسكري تارة أخرى... لكنّ الأكيد أن يسري فودة يدفع اليوم ثمن مواقفه ورفضه الانصياع للسياسة التي يفرضها النظام الحالي. أما بالعودة إلى الثورة، فكان موقف يسري فودة واضحاً: دوره هو بمساندة الثورة من خلال برنامجه، وهو ما فعله. وأثناء حكم المجلس العسكري أعلن رفضه للمارسات من خلال وقف برنامجه: "إما أقول الحقيقة أو لا أقول". وخلال هذه الفترة كان فودة أول من تكلّم عن "سقوط الرئيس وبقاء النظام" مؤكداً ضرورة إسقاط كل أسس النظام. وأيضاً خلال حكم الإخوان المسلمين، تابع انتقاده لكل الشواذات التي حكمت تلك المرحلة.
وها هو فودة اليوم يستبعد عن الشاشة بسبب رفضه الدخول في جوقة المطبّلين لنظام عبد الفتاح السيسي.
ومن بعد؟ الغائب الأكبر اليوم هو باسم يوسف. بداية ظهور باسم كانت بعد أشهر قليلة من الثورة، على "يوتيوب".. نجاحه الكبير أدى إلى انتقاله إلى قناة "اون تي في" لفيتتح عصراً جديداً من البرامج الكوميدية في العام العربي. انتقد الجميع: الفلول، والإخوان... وكان صوت الثورة الساخر. ثم انتقل إلى قناة "سي بي سي" وهناك تحوّل باسم إلى نجم مصر الأول. واجه الإخوان المسلمين، انتقد الرئيس المعزول محمد مرسي وإعلامه... استدعي للتحقيق.. وصولاً إلى ما بعد 30 يونيو حيث أوقف برنامجه أكثر من مرة، ليصدر أخيراً الحكم بتغريمه مبلغاً مالياً خيالياً في القضية مع "سي بي سي".
تابعونا: #ثورات_تتجدد