إطلاق اسم صفاء حجازي على مترو الزمالك: مكافأة الانقلاب على مرسي

29 يوليو 2020
اعتراضات عدة على إطلاق اسم حجازي على محطة مترو الزمالك (تويتر)
+ الخط -

تواصلت ردود الفعل الغاضبة إزاء إعلان وزير النقل المصري، كامل الوزير، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجّه بتسمية محطة مترو حي الزمالك، في مدينة القاهرة، باسم الرئيسة السابقة لـ"اتحاد الإذاعة والتلفزيون" (ماسبيرو)، الإعلامية الراحلة صفاء حجازي، عرفاناً لدورها في انقلاب 3 يوليو/تموز عام 2013.

ويسعى السيسي إلى تخليد أسماء بعض الشخصيات المشاركة في الانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي، عبر إطلاق أسمائها على محطات مترو الأنفاق الجديدة، مثل الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور والنائب العام الراحل هشام بركات، اعترافاً منه بدورها في معاونته على تنفيذ انقلابه العسكري، حين كان قائداً للجيش قبل سبع سنوات.

وتحت عنوان "لماذا صفاء حجازي؟"، قال الكاتب الصحافي في مؤسسة "أخبار اليوم" الحكومية، حسين عبد القادر، الثلاثاء، إن "إطلاق اسم الإعلامية الراحلة على محطة مترو الزمالك لا يرتبط بمشروع زواجها من رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، زكريا عزمي، لأن الأخير ليس له أي صفة حالياً أو نفوذ، كما كان في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وإنما لدورها في ليلة الإطاحة بمرسي من سدة الحكم".

وأضاف عبد القادر في تدوينة نشرها على موقع "فيسبوك"، أن "حجازي تحملت المسؤولية الكاملة عن نشر بيان عزل مرسي، وأشرفت بنفسها على إذاعة البيان من داخل استديو (11) آنذاك، في وقت أبدى فيه البعض قلقه من المسؤولية عن دخول هذا الشريط وإذاعته، خوفاً من انتقام (جماعة الإخوان المسلمين)، خصوصاً أن وزير الإعلام المسيطر على كل كبيرة وصغيرة داخل المبنى وقتها، هو الكادر الإخواني صلاح عبد المقصود".

وتابع: "عندما دخل إلى مكتبها أحد كبار مسؤولي الأمن في (ماسبيرو) منهاراً، خوفاً مما قد يصيبه من أنصار الجماعة، وقعت حجازي إقراراً تؤكد فيه مسؤوليتها الكاملة عن دخول شريط البيان وإذاعته، وتوجهت بعدها إلى الاستديو لمتابعة إذاعته بنفسها، ومن ثم ردود الأفعال في الشوارع والميادين"، مستطرداً بأن "هذه المعلومات قد تكون السبب الحقيقي وراء القرار".

وحسب مراقبين، أراد السيسي منح الإعلامية الراحلة تكريماً خاصاً على خدماتها، بوصفها أول امرأة يُطلق اسمها على محطة مترو في مصر، نظراً لدورها في التحضير لتظاهرات 30 يونيو/حزيران عام 2013، وضبط الأداء الإعلامي داخل مبنى "ماسبيرو"، لا سيما في الأيام الثلاثة السابقة على إعلان الانقلاب.

وبعد تنفيذ الجيش انقلابه ضد مرسي بشهرين فقط، تولت حجازي منصب رئيسة قطاع الأخبار في "ماسبيرو"، لتُطيح بجميع العاملين المتعاطفين مع "جماعة الإخوان المسلمين"، خصوصاً عقب الفض الدموي لقوات الأمن اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، وهو ما أسهم في ترقيتها لاحقاً رئيسة لـ"التلفزيون المصري".

وتخرجت حجازي في كلية التجارة بجامعة المنصورة عام 1984، ثم التحقت بالعمل في "ماسبيرو" بعد أن نجحت في اختبار الإذاعة، وكانت بدايتها الحقيقية مع انطلاق الفضائية المصرية عام 1990، إذ قدمت برنامج "بيت العرب" بتمويل من الجامعة العربية، وأجرت من خلاله العديد من الحوارات مع ملوك ورؤساء الدول العربية.

وظلت حجازي تقدم نشرة التاسعة مساءً يومياً، لمدة 17 عاماً، وكان يطلق عليها "سيدة ماسبيرو الأولى" و"المرأة الحديدية"، وقد كرمها رئيس هيئة قناة السويس السابق، الفريق مهاب مميش، على جهودها في إظهار حفل افتتاح تفريعة القناة الجديدة بـ"مظهر رائع"، أشاد به الجميع، في أغسطس/آب من عام 2015.

وتُوفيت حجازي بعد صراع مع المرض في مايو/أيار عام 2017، بعد تسلّمها منصب رئيسة "اتحاد الإذاعة والتلفزيون" خلفاً للإعلامي عصام الأمير عام 2016، وهو ما أشعل حالة من الغضب بين العاملين في "ماسبيرو" حينها، كونها كانت تتولى كذلك مهام رئيسة قطاع الأخبار خلفاً لإبراهيم الصياد.

المساهمون