إضراب في القدس تضامناً مع الأسرى وتهديد جوّي لـ"الأقصى"

12 يونيو 2014
الاعتداء على الفلسطينيين في المسجد الأقصى(عوض عوض/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
عم إضراب تجاري شامل،اليوم الخميس، في القدس المحتلة، وأغلقت المَحال التجارية، أبوابها دعماً للأسرى الإداريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذين يدخل إضرابهم عن الطعام يومه الخمسين، وسط رفض إدارة السجون تنفيذ مطالبهم بإطلاق سراحهم.

وكانت القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية في المدينة، قد دعت إلى إضراب شامل، وحثت المواطنين على المشاركة في فعاليات التضامن، كما نددت بقمع شرطة الاحتلال مسيرة الدعم وإسناد الأسرى في الشيخ جراح يوم الثلاثاء، واعتقال عدد من المشاركين فيها، مطالبة بالإفراج عنهم.

من ناحية أخرى، فرضت سلطات الاحتلال حصاراً على بلدة العيسوية شمالي شرق القدس، ونشرت عناصر من قواتها في شوارع البلدة، بعد أربعة أيام من الاعتداء المتواصل على الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال.

كذلك نقلت سلطات الاحتلال كلاً من ياسر درويش، وعلي نصري، وعلي درباس، وأحمد عبيد، من بلدة العيسوية، إلى مستشفى "هداسا" في القدس المحتلة، لتلقي العلاج وهم مقيدو الأيدي والأرجل وتحت حراسه مشددة، بعد تعرضهم للضرب خلال اعتقالهم أمس الأربعاء.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الشاب رأفت أبو هنية، من بلدة عزون (شرقي قلقيلية)، خلال مروره على حاجز مفاجئ أقامته على مدخل البلدة.

وفي الخليل (جنوبي الضفة)، داهمت قوات الاحتلال، ثلاثة منازل تعود إلى كل من عرفات أبو رموز، وعيسى شرفية، ومحمد الدعاجنة، وعبثت بمحتويات منازلهم، ولم تسجل أية عملية اعتقال.

في غضون ذلك، تكرر استخدام مستوطنين طائرات شراعية صغيرة يوجهونها عن بعد، صوب المسجد الأقصى، وسط مخاوف من إمكانية تحميل هذه الطائرات متفجرات، لاستهداف الفلسطينيين ومقدساتهم.

وحذّر مسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية، وحراس المسجد الأقصى، من احتمال اعتداء إرهابي ينفذه متطرفون ضد المسجد الأقصى، بواسطة متفجرات تحملها طائرات شراعية صغيرة موجهة عن بعد، تلقى عليه وعلى مسجد الصخرة المشرفة أو نحو المصلين، خلال صلاة الجمعة.

وجاءت التحذيرات عقب إحباط حراس المسجد الأقصى، صباح الخميس، محاولة مستوطن توجيه طائرة صغيرة تحمل أجهزة تصوير واستشعار نحو قبة المسجد الأقصى من ناحية منطقة القصور الأموية إلى الجنوب من المسجد خارج أسوار البلدة القديمة، غير أنهم أبلغوا شرطة الاحتلال التي سارعت إلى مطاردته واعتقاله بعد أن حاول الفرار بسيارته من المكان.

وأفاد أحد الحراس، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن مجموعة من الحراس، وبينما كانوا يقومون بدورية الحراسة في المنطقة الجنوبية الشرقية من المسجد، لاحظوا جسماً غريباً أبيض يرتفع فوق قبة المسجد الأقصى القبلي، فاتصلوا على الفور بمكتب دائرة الأحوال التابع لإدارة الأوقاف الإسلامية. وأضاف الحارس أنه "بعدما تم تحديد مكان المستوطن، أبلغنا شرطة الاحتلال، التي قامت باعتقاله ومصادرة الطائرة الصغيرة، التي اشتملت على أجهزة تصوير دقيقة".

وفي تعليق أولي على الحادث، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني: إن ما جرى اليوم هو محاولة ثالثة من متطرفين يهود للاعتداء على المسجد الأقصى والمس بالمقدسات والمصلين فيه.
وحمّل الكسواني، شرطة الاحتلال المسؤولية عن تداعيات الحادث، بسبب ما اعتبره، انشغالها في ملاحقة المسنين والنساء والاعتداء عليهن، وتهاونها إزاء اعتداءات المستوطنين واستفزازاتهم، مضيفا،ً أنها تسهل هذه الاعتداءات من خلال سماحها باقتحام المسجد الأقصى وأداء بعض طقوسهم.

بدوره، وصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، ما جرى بأنه مرحلة أولى من التخطيط لهدم المسجد الأقصى، ونسفه من الجو من خلال المتفجرات، متهماً حكومة الاحتلال بالوقوف وراء الحادث. وأشار إلى أن "محاولتين سابقتين مماثلتين تم إحباطهما، وتراخت شرطة الاحتلال في ملاحقة مقترفيها، كما ادعت بعد اعتقالهم قبل بضعة أسابيع أن متطرفاً وجه طائرة تصوير نحو قبة الصخرة المشرفة، وأنه مجرد هاوي تصوير، ولم يكن يقصد المساس بالأقصى، وسارعت إلى إطلاق سراحه".

من جهته، وجّه مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، حاتم عبد القادر، تحذيراً إلى حكومة الاحتلال وإلى المستوطنين من تكرار أي اعتداء على المسجد الأقصى، قائلاً: إن نجاح أية محاولة من هذا القبيل ستَجر الويلات على الجميع، وستقود إلى انتفاضة كبرى أوسع من سابقاتها، ولن يكون بمقدور العالم كله وقفها". ودعا إلى أوسع حشد ورباط في المسجد الأقصى للدفاع عنه، والتصدي لاقتحاماته اليومية من المتطرفين.

في غضون ذلك، اقتحم 160 مستوطناً متطرفاً باحات الأقصى بقيادة الحاخام ايهودا غليك، الذي رفع مجسماً للهيكل، في خطوة تحدي لمسؤولي الأوقاف وحراس المسجد، بهدف استفزاز مشاعرهم.

المساهمون