فقد ارتفعت أسعار مستلزمات "كحك عيد الفطر" هذا العام بين 20% و30% مقارنة بأسعار العام الماضي، لا سيما أسعار الدقيق بأنواعه المختلفة التي ارتفعت في الأسواق المصرية خلال الساعات الماضية.
ومع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر السعيد، يكثر سؤال الناس عن أسعار الحلويات لتحديد الميزانية، فيما أبلغت غرفة صناعة الحبوب في اتحاد الصناعات المصرية، أصحاب مصانع الحلويات والأفران بزيادة أسعار طن الدقيق الجديدة بين 300 و500 جنيه.
والسبب ارتفاع أسعار القمح الذي وصل سعر نوعه الأول الأقل جودة إلى ما بين 5600 و5800 جنيه، ونوعه الفاخر بين 7300 و7800 جنيه، وهو الذي يُنتَج منه الفينو والمخبوزات.
كما ارتفع طن الدقيق الأصفر من 7250 إلى 7500 جنيه، وهو يستخدَم في إنتاج النواشف والبقسماط بأنواعه المختلفة، فيما يتراوح سعر كيلو الدقيق المعبأ بالأسواق ما بين 10 و15 جنيهًا للكيلو بحسب منتج كل شركة والجودة.
وارتفع أيضاً سعر كرتونة البيض 3 جنيهات إلى 40 جنيهاً، إضافة إلى ارتفاع أسعار السمن بأنواعه، حيث سجل سعر كيلو السمن البلدي ما بين 85 إلى 90 جنيهاً، والعادي المعبأ بين 35 و40 جنيهاً.
كذلك، ارتفعت أسعار عبوة الزيت 800 غرام بين 15 و20 جنيهاً، وكيلو اللبن بين 16 و17 جنيهاً، والمكسّرات المستوردة التي تدخل في صناعة الحلويات، والوقود والكهرباء، إضافة إلى السكر.
ووصلت أسعار كيلو "الكحك" إلى هامش بين 50 و200 جنيه، مثل البسكويت والبيتي فور والغريبة وغيرها من أنواع الحلويات. ومع ذلك، تختلف الأسعار بين الأحياء الشعبية والراقية.
طه علي، صاحب فرن، يقول إنه خلال العشر الأخيرة من رمضان تتراجع صناعة "رغيف الفينو" استعداداً لصناعة "كحك العيد"، موضحاً أن هناك ربات منازل يصنعن الكحك بأنواعه في المنازل ويكتفين بخبزه في الفرن مقابل 5 جنيهات للصاج الواحد.
وتحضر سيدات أخريات كافة المستلزمات من دقيق وسكر وزيت وسمن وغيرها، ليتم إعداده وخبزه في الأفران مقابل 15 جنياً للكيلو الواحد.
ووجدت معظم الأسر نفسها فى ورطة هذا العام بسبب الغلاء. تقول أميمة إبراهيم، ربة منزل، إن صنع الكحك بالنسبة لكثير من الأسر هو العيد بذاته، فيما تقول سلوى محمد، وهي أيضاً ربة منزل، إن العائلات تُصرّ على صنع ولو كمية بسيطة من أجل فرحة الأولاد.
ويفضل محمد صابر، موظف، شراء الكحك الجاهز "لأن الأسعار نار وكل حاجة غالية... لازم أشتري على شان عيالي وضيوفي".
لقد توارث المصريون إعداد وصناعة الكعك في المناسبات الدينية منذ عهد الفراعنة، وظلت هذه العادة متوارثة حتى بعد الفتح الإسلامي، وحظيت باهتمام رسمي من الحكام والسلاطين كنوع من استمالة الشعب وكسب ولائه، لكن مع تدهور الأحوال المعيشية لغالبية فئات الشعب، تخلى الكثيرون عن هذه العادة، للأسف.
تقول الحاجة أم أحمد، وهي في العقد السادس من عمرها: "توارثنا إعداد وتجهيز كعك العيد من الأجداد، فمن الصعب أن نتخلى عن هذه العادة، ورغم ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة إلا أن غالبية الناس ما زالت تصر عليها، بخاصة في المناطق الشعبية والريفية، لكن بكميات أقل".
ويؤكد كمال خالد، صاحب محل عطارة ومواد غذائية، تراجع مبيعات مستلزمات صناعة الكعك، إذ أنه حتى الآن في ذروة الموسم لم تتعد مبيعاته من الدقيق النصف طن، مقابل مبيعات العام الماضي التي وصلت إلى طن كامل.
كما أنه باع العام الماضي 20 عبوة ملبن وهو نوع من الحلوى تستخدم في حشو الكعك، مقابل عبوة واحدة هذا العام، علماً أن زنة العبوة تبلغ 5 كيلوغرامات.