إصدارات.. نظرة أولى

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفلسفية والنقدية والأدب والتاريخ المعاصر والحضارة الإسلامية.

■ ■ ■

"خريطة الغياب... أنطولوجيا لكتابات فلسطينية عن النكبة" عنوان عمل جديد للناقد والأكاديمي الفلسطيني عاطف الشاعر، صدر بالإنكليزية عن "دار الساقي". يضمّ الكتاب مختارات من الشعر والنثر الفلسطيني لتسعة وأربعين اسماً بين النصف الأول من القرن العشرين، وصولاً إلى اللحظة الراهنة. تبدأ الأنطولوجيا بقصائد ومقاطع نثرية لأسماء مثل: إبراهيم طوقان، وغسان كنفاني، وسميرة عزّام، وجبرا إبراهيم جبرا، وإدوارد سعيد، وفدوى طوقان، وراشد حسين، وتنتهي بشعراء وكتّاب من الجيل الجديد. يشكّل العمل مشهداً بانورامياً للكتابة الفلسطينية المعاصرة.

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر أخيراً كتاب "أنطولوجيا الفعل ومشكلة البينذاتية"، للباحث والأكاديمي اللبناني رجا بهلول، وفيه يهتم بمفهوم الفعل من جوانبه الأنطولوجية والإبستيمولوجية، مقدماً محاولة في فهم العلاقات بين ما هو جسدي - طبيعي وقابل للملاحظة، والدراسة العلمية في أفعال الإنسان، وما هو معنوي - ذهني، قد يخرج بتلك الأفعال عن نطاق ما يمكن فهمه اعتماداً على العلوم الطبيعية. ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول، منها: "أحداث الطبيعة وأفعال الإنسان"، و"القصدية والأفعال"، و"أنطولوجيا الفعل"، و"تجاوز الإرث الديكارتي".

صدرت أخيراً رواية جديدة بعنوان "حياة الراشدين الكاذبة" للكاتبة الإيطالية مجهولة الهوية إيلينا فرانتي عن منشورات "E/O". بحسب الناشر، فإن هذا العمل لا يعود إلى عوالم سلسلة الروايات الأربع التي حققت لفيرانتي شهرة عالمية ("صديقتي المذهلة"، و"حكاية الاسم الجديد"، و"الهاربون والباقون"، و"حكاية الطفلة الضائعة")، وإن كان العمل الجديد يدور في خلفية مدينة نابولي الإيطالية وأحيائها الشعبية. من أعمال فيرانتي الأخرى: "الحب المضايق"، و"الشاطئ في الليل"، و"سجلات آلام الحب"، و"الابنة المظلمة".

"حراك قرقنة.. بحثاً عن تقاسم عادل للمشترك" عنوان كتاب صدر أخيراً للباحث التونسي المنصف القابسي عن منشورات "دار محمد علي". يعود المؤلف إلى حركة احتجاجية وقعت في تونس بعد الثورة على خلفية تهميش الدولة لجزيرة قرقنة، مقابل استغلال مواردها الطبيعية، وهو بذلك يعيد النظر بأدوات علم الاجتماع في عدد من المفاهيم المتداولة في السياقات الاجتماعية والسياسية، مثل التوزيع العادل للثروة والتنمية المتكافئة. ويرصد المؤلف علاقة هذه الاحتجاجات بالسياق الأوسع للثورة التونسية (2011)، وبالمتغيرات في السياسة العالمية.

"المنهج الموضوعاتي في النقد الأدبي.. أسسه وإجراءاته" عنوان كتاب صدر أخيراً للباحث محمد السعيد عبدلّي عن "دار التنوير" (الجزائر). يقدّم هذا الكتاب إحدى أبرز مدارس النقد الأدبي اليوم، على الرغم من أن هذا الإطار المنهجي بقي في الظل، مقارنة بالمقاربات التي اقترحتها مجالات مثل اللسانيات والتحليل النفسي وعلم اجتماع الأدب. تعود جذور المنهج الموضوعاتي إلى أعمال الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار في النصف الأول من القرن العشرين، قبل أن يواصل تطويره كل من جان بيار ريشار وجورج بوليه وجان ستاروبنسكي.

بترجمة أنجزها عن الفرنسية الكاتب التونسي أبو بكر العيادي، وراجعها عن البرتغالية عبد الجليل العربي، صدرت أخيراً عن "منشورات المتوسط" رواية "المرأة التي كتبت التوراة" للكاتب البرازيلي مُواسير سكليار (1937 - 2011). صدرت الرواية بلغتها الأصلية عام 2000، وقد شكّلت إحدى أكثر روايات مؤلفها حظوة لدى القراء والنقّاد، وحصلت على عدد من الجوائز الأدبية. من الأعمال الأدبية الأخرى التي صدرت للكاتب البرازيلي: "ولادة رفاييل منديس الغريبة"، و"كرنفال الحيوانات"، و"ماكس والوحوش"، و"أذن فان غوخ".

عن منشورات "بلو نوي"، صدر أخيراً كتاب "النهضة الإيطالية"، وهو عمل مشترك بين الناقدة الموسيقية ماري بوبلييه والمؤرّخة كاترين دوتش. وإذا كانت معظم مقاربات الفترة الممتدة بين منتصف القرن الخامس عشر إلى نهاية القرن السادس عشر التي تُعرف باسم "عصر النهضة"، قد تبدّت من خلال تاريخ الفنون التشكيلية وسيرة أبرز الفنانين، مثل مايكل أنجلو وليوناردو دافينشي، فإن هذا العمل يقاربها من خلال الموسيقى، حيث تقترح المؤلفتان سردية تنطلق من سيرة ثلاثة مؤلفين موسيقيين هم: جيزوالدو وباسترينا ومونتيفردي.

صدر أخيراً للباحثة في الحضارة الإسلامية ألفة يوسف كتاب "والله أعلم.. مسائل خلافية في المسائل الدينية" في طبعة مشتركة بين "الرافدين" و"مسكلياني". يواصل العمل مناقشة القضايا الدينية المعاصرة، من خلال العودة إلى النصوص الفقهية ومتابعة طرق استعمالها عبر الأزمنة، وهو ما بدأته يوسف في أبرز مؤلفاتها "حيرة مسلمة". من أعمالها الأخرى: "تعدّد المعنى في القرآن"، و"المساجلة بين فقه اللغة واللسانيّات"، و"الإخبار عن المرأة في القرآن والسُّنّة"، إضافة إلى أعمال جماعية مثل: "نساء وذاكرة" و"بحوث في خطاب السّدّ المسرحيّ".

صدر أخيراً كتاب بعنوان "محمد عبد الوهاب.. هذه الأسطورة" لسهير عبد الفتاح عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" ضمن مجموعة إصدارات جديدة مخصصة لفنانين مصريين، صدر منها أيضاً كتاب حول الشيخ إمام لسيد مهدي عنبة. ينطلق الكتاب من عبارة وردت على لسان محمد عبد الوهاب يقول فيها: "لو أردت أن أضع رحلة عمري في كتاب، لكان هذا الكتاب مجموعة ألحاني.. لذلك أقول لمن يسألني عن قصة حياتي: استمع إلى ألحاني". وبذلك ترسم المؤلفة مسارين متوازيين بين حياة صاحب أغنية "النهر الخالد" والأعمال التي أنتجها.