إصابات واعتقالات في الضفة... واستشهاد غزاوي في القدس

10 أكتوبر 2014
أطلق الاحتلال الرصاص تجاه المتظاهرين (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي قمع مسيرات الضفة الغربية المحتلة، والتي تخرج عقب صلاة كل يوم جمعة احتجاجاً على بناء جدار الفصل العنصري، ورفضاً لسياسة مصادرة الأراضي لصالح المستوطنات، موقعة خلالها العشرات من الإصابات بحالات الاختناق والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.

ففي بلدة النبي صالح، غرب مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة، أُصيب طفل بقنبلة غاز في رأسه، ووصفت جراحه بـ"المستقرة"، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب قمع جيش الاحتلال الاسرائيلي لمسيرة البلدة الأسبوعية المناهضة للاستيطان.

وقال الناشط أبو حسام التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن "نقطة المواجهات التي اندلعت مع جيش الاحتلال تركزت في القرب من محطة الوقود عند مدخل البلدة الرئيسي، وأطلق خلالها جنود الاحتلال وابلاً كثيفاً من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع إضافة إلى الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، فيما تمكن الشبان من إلحاق الضرر بسيارة جيب عسكرية".

وفي بلعين، غربي رام الله، خرج العشرات من أهالي القرية في المسيرة الأسبوعية لمناهضة الجدار ونصرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، وهاجم جنود الاحتلال المشاركين في المسيرة وأطلقوا صوبهم قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وطاردوهم في الجبال واعتقلوا الناشط محمد الخطيب، بعد الاعتداء عليه. 

وأفاد المنسق الإعلامي لـ"اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بلعين، راتب أبو رحمة، لـ"العربي الجديد"، بأن "جنود الاحتلال استهدفوا المشاركين بوابل من قنابل الغاز. الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بالاختناق، فيما اعتدوا على أحد النشطاء من ذوي الاحتياجات الخاصة وأعطبوا سيارته".

وفي قرية كفر قدوم، شرقي قلقيلية، أُصيب العشرات بحالات اختناق خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة القرية، المطالبة بفتح الشارع الرئيس المغلق منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وقال الناشط كامل القدومي، إن "جيش الاحتلال هاجم المسيرة قبل وصولها للمكان المحدد، وأطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز باتجاه المشاركين فيها، فيما اقتحم الجنود عدداً من المنازل وخلعوا أبوابها، بينما تولت سيارة المياه العادمة برش منازل أهالي القرية".

وإلى جنوب الضفة المحتلة، منعت قوات الاحتلال المشاركين في مسيرة المعصرة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان جنوب بيت لحم من الوصول إلى المناطق المقام عليها الجدار، واعتدت عليهم بالضرب بالعصي والهراوات.

وأدان المشاركون في المسيرة الهجمة التي ينفذها المستوطنون على أراضي الفلسطينيين جنوب بيت لحم، وتدمير العشرات من الأشجار المثمرة والأراضي الزراعية وإحراقها، كما ثمنوا مواقف بعض الدول الأوروبية الداعمة للقضية الفلسطينية، مطالبين بتوسيع المقاومة الشعبية وبالمزيد من التحرك الشعبي في المناطق المهددة بالاستيطان. 

وقال منسق "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" في بيت لحم، حسن بريجية، لـ"العربي الجديد"، إن "المشاركين في المسيرة يتقدمهم عدد من الأطفال استطاعوا اختراق منع جيش الاحتلال لهم وتمكنوا من الوصول إلى الشارع العام وإغلاقه لبضع دقائق، الأمر الذي أربك جنود الاحتلال".

وفي قرية واد فوكين، غرب بيت لحم، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المزارعين وعدداً من النشطاء الشباب من الوصول إلى أراضيهم القريبة من مستوطنة بيتار، وقطف ثمار الزيتون.

وأفاد رئيس المجلس القروي في قرية واد فوكين، أحمد سكر، لـ"العربي الجديد"، بأن "مجموعة من النشطاء في القرية أطلقوا حملة لمساعدة المزارعين في قطف ثمار الزيتون والوصول معهم إلى أراضيهم المهددة بالمصادرة، وانطلقوا اليوم الجمعة، وشارك عدد منهم في عملية القطف، فيما منعت قوات الاحتلال التي تواجدت في المكان النشطاء من الوصول إلى باقي الأراضي".

إلى ذلك، قام متضامنون من المجموعة "الفرنسية للتضامن مع الشعب الفلسطيني" بجولة ميدانية في مسافر يطا البدوية جنوبي الخليل، والاطلاع عن كثب على ما يعانيه سكان تلك المناطق من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، كذلك التضامن معهم في ظل محاولات الاحتلال إخلاءهم والاستيلاء على أراضيهم. 

وأشار منسق "اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان" في جنوب الخليل، راتب الجبور، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "تم العثور على إخطارات هدم موضوعة على حجارة في المكان وبجوار بعض الخيم تقضي بهدم بركس (بيت مصنوع من ألواح الحديد) وخيمة سكنية، وحظيرة للأغنام تعود ملكيتها لعائلتين في المسافر". 

وفي جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الخميس ـ الجمعة، ثلاثة أطفال من داخل بلدة يعبد، جنوب جنين، قبل أن تلقيهم بعد ساعة ونصف ساعة في منطقة جبلية تبعد 13 كيلومتراً عن البلدة.

وقال محمد أبو بكر، والد الطفل المعتقل أدهم أبو بكر، والبالغ من العمر 12 عاماً، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "الجيش الإسرائيلي أخذ ابني من الشارع، عندما كان في متجر عمه، ورموه بعد ساعة ونصف ساعة مع طفلين آخرين في منطقة بعيدة، ولولا ستر الله أن أدهم يحمل هاتفه النقال، لكنا حتى هذه اللحظة نبحث عنه على أطراف الطرق السهلية والجبلية القريبة من القرية".

وكان جيش الاحتلال قد اعتقل الأطفال الثلاثة بحجة تعرضه لإلقاء حجارة في منطقة يعبد، لكن الأهالي أكدوا أن الجيش دخل فجأة ولم يكن هناك أي اشتباكات تذكر، في الوقت الذي أكد فيه محمد أبو بكر، أن قوات الاحتلال قامت بتكبيل ابنه والطفلين الآخرين حتى أثناء وجودهما داخل السيارة العسكرية.

ويضيف أبو بكر أنه "بعدما تركوهم في العتمة، اتصل بي أحدهم وأخبرني أنهم أطلقوا سراحه، لكنه لا يستطيع تحديد مكانه، وبصعوبة تمكنّا من الاستدلال عليهم، وأرسلت ابني الآخر لجلبه بالسيارة من منطقة تبعد 13 كيلومتراً عن بلدتنا يعبد".

وكان الأطفال الثلاثة في حالة خوف شديد، بعد أن هددهم الجيش وأنذرهم بعدم زحزحة أقدامهم من المكان الذي تركهم فيه.

ولفت رئيس بلدية يعبد، سامر أبو بكر، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "تلقّى اتصالاً من والدة الطفل الآخر المدعو إياد نصر الله". وأضاف "كانت والدته تبكي عندما أخبرتني بأن الجيش أخذ ابنها وراحوا، فاتصلت أنا بالارتباط العسكري الفلسطيني وأفدته باعتقال الأطفال، وبعد أقل من ساعة أطلقوا سراحهم".

وهذه ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها جيش الاحتلال أطفالاً من يعبد، مع العلم أن هناك أطفالاً من البلدة ما زالوا في سجون الاحتلال من دون محاكمة.

وفي قرية ياسوف، جنوبي مدينة نابلس، أقدم مستوطنون على تكسير أشجار الزيتون وحرق الإطارات المطاطية في الأراضي الزراعية وبين الأشجار هناك، لكن سرعان ما انتبه المزارعون القريبون، وقاموا بطرد المستوطنين، وإخماد النيران التي اشتعلت في المنطقة.

وفي الوقت ذاته، تم تبليغ الارتباط الفلسطيني بالحادثة وعلى إثرها حضر جيش الاحتلال الذي اعتدى بعض ضباطه على عضو المجلس القروي لياسوف هاني عبد الفتاح، الذي أكد في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنه "عندما جاء الجيش صرخ بنا الضابط، فاشتبكت معه بالأيدي، مزق قميصي، وأنا بالمثل قمت بشده من قميصه".

وأضاف عبد الفتاح "أخذني الضابط خلف سيارته العسكرية وقال لي اختصروا ولا تصعدوا إلى الجبل، وأنا سأمنع المستوطنين من النزول الى السهل، فصرخت به: هذه أرضنا كيف تريد منا عدم الصعود الى الجبل؟". 

 استشهاد غزاوي في القدس

من جهة أخرى، استشهد ظهر اليوم الجمعة، الشاب عرفات سهيل طافش، متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وأكدت مصادر طبية في مستشفى المقاصد في القدس المحتلة لـ"العربي الجديد"، أن طافش، وهو من الشجاعية في قطاع غزة، أستشهد متأثراً بجراحه في قسم الإنعاش في مستشفى المقاصد في القدس إثر إصابته بنيران الاحتلال الإسرائيلي".

المساهمون