إشاعات ترسل فنانين مغاربة إلى المقابر

26 فبراير 2018
انتشرت شائعة الشهر الماضي تفيد بوفاة عبد الرؤوف (فيسبوك)
+ الخط -
ليس الممثل الأميركي، سيلفستر ستالون، المعروف بلقب "رامبو"، وحده من نالت منه سهام الإشاعات التي دفنته تحت التراب قبل أيام قليلة، بينما هو ما زال حيّاً يرزق، بل أيضاً فنانون وممثلون مغاربة أصابتهم شظايا الإشاعات ذاتها التي جعلتهم يلتحقون بالرفيق الأعلى قبل أن تعود إليهم الحياة بعد نفي الممثلين أنفسهم أو عائلاتهم هذه الإشاعات "القاتلة". 

عبد الرحيم التونسي
ويعتبر الممثل الكوميدي المغربي، عبد الرحيم التونسي، المعروف بلقبه الفني "عبد الرؤوف" آخر ضحايا الإشاعات في الوسط الفني، إذ انتشرت شائعة قوية الشهر الماضي تفيد بوفاة عبد الرؤوف، بعد تعرُّضه لوعكةٍ صحية حرجة، تدخّل على إثرها العاهل المغربي الذي أمر بمنحه عناية خاصة قبل أن يسترجع عافيته. وكان لافتاً في حالة عبد الرؤوف أن بعض المنتسبين إلى الوسط الفني صدقوا الإشاعة وساهموا في ترويجها، من قبيل المغنية الشابة، دنيا باطما، التي دعت للفنان الكوميدي بالرحمة في تدوينة لها على فيسبوك، قبل أن يرد عليها نجل عبد الرؤوف، يستنكِر ترويج هذه الإشاعة ما دام والده على قيد الحياة.

عبد الجبار لوزير
وقبل عبد الرؤوف، قتلت الإشاعة الفنان الكوميدي، عبد الجبار لوزير، في نهاية عقده الثامن، وذلك قبل أسابيع خلت، حيث راجت أخبار قوية وسط الميدان الفني بوفاته بسبب تداعيات مرض السكري، ومنها تركيب رِجل اصطناعية للفنان المراكشي، بعد إجرائه عمليّة جراحيّة لبتر رجله اليسرى. وبعد تداول شائعات كثيرة بوفاة لوزير، ضجَّ الوسط الفني وخارجه أيضاً بردود فعل كثيرة بين من سارع إلى الترحّم عليه، وطلب المغفرة له. وبين من عاد إلى شريط ذكريات "الراحل" وأعماله الفنية ومواقفه الحياتية، وبين من فطن إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون شائعات جديدة استهدفت الرجل عن قصد أو بدونه. وليس عبد الرؤوف أو لوزير وحدهما من تجرّع الوفاة بشائعات مغربية تسري مسرى النار في الهشيم، بل أيضاً ذاق "كأس الموت" نفسها كل من الممثل عزيز حطاب وعبد الرحيم منياري وآخرون كثيرون، ليكون الرد بعد كل شائعة من طرف الفنانين أنفسهم هو "ربنا يهدي مروجي الشائعات".

ظاهرة قديمة
ويعلق الناقد الفني، فؤاد زويرق، على الموضوع بالقول في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الإشاعة في الوسط الفني المغربي ليست ظاهرة جديدة كما يُعتقد، فقد كانت موجودة من قبل أيضا، لكن الفرق بين البارحة واليوم أنها اكتسبت في الوقت الحاضر تأثيرًا أقوى وأكبر من خلال انتشارها السريع والواسع بفضل التطور التكنولوجي الراهن. وتابع زويرق "الإنترنت كرس حضور الشائعات التي تقتل الفنانين، وساعد على تنامي معدلات نموها وتطور آليات اشتغالها، وللمواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية الدور الأكبر في الترويج لها، بخلاف الزمن الماضي التي كانت تعتمد فيه على التداول الشفاهي بين الناس".

الغيرة والرغبة بالإثارة
وعزا الناقد اختلاق مثل هذه الشائعات إلى عدة أسباب، من بينها على سبيل المثال، الغيرة بين أبناء الوسط الواحد، أو إلى الإثارة التي تبحث عنها بعض المنابر الإعلامية الصفراء، أو إلى الفنان نفسه، إذ من هؤلاء الفنانين من يحرص على إبقاء اسمه متداولاً إعلامياً وجماهيرياً من خلال هذه الطريقة، أي تسريب شائعات زائفة حوله". واسترسل زويرق بأن "هذه الظاهرة غير مقتصرة على الوسط الفني في المغرب فقط، بل هي عالمية، وخير دليل على ذلك شائعة وفاة سيلفستر ستالون المتداولة بقوة هذه الأيام، وقبله نجوم هوليوديون آخرون أو نجوم من بوليود أو من أوروبا أو عرب، فهي إذن ظاهرة لا تستثني أي مجتمع كان".
المساهمون